مرض التهاب الأمعاء مصطلح عام يطلق على نوعين من الاضطرابات التي تتسبب في إحداث تهيج وتورم ونزف وقروح مفتوحة في الجهاز الهضمي، هما التهاب القولون التقرحي و مرض كرون.
يؤدي التهاب القولون التقرحي إلى تهيج المستقيم (الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة). وقد يمتد الالتهاب إلى داخل القولون (الجزء الرئيسي من الأمعاء الغليظة). ويؤثر المرض على طبقة الأنسجة المبطنة لهذه الأعضاء. وتشمل أعراضه تشنجات البطن ونزف المستقيم. كما يعاني المريض أيضًا من الإسهال، لأن الالتهاب يمنع الأمعاء من امتصاص السوائل، مما يؤدي إلى جعل البراز مائعًا. ويزيد التهاب القولون التقرحي الذي يستمر لأكثر من عشر سنوات، من خطر الإصابة بسرطان القولون.
كما يمكن أن يؤدي مرض كرون إلى حدوث التهاب في أي من أعضاء الجهاز الهضمي، بدءًا من الفم وحتي الشرج (الفتحة الخارجية للمستقيم). وينتقل الالتهاب عادة إلى العضلات والأنسجة الأخرى المحيطة بهذه الأعضاء. وقد يخترق المرض أحد الأعضاء بشكل تام ويحدث ثقبًا يطل على الأنسجة المجاورة. كما يمكن أن يحدث الالتهاب في شكل مجموعة من الرقع التي تفصل بينها مناطق من الأنسجة السليمة. وتعتمد الأعراض على نوعية المناطق المصابة بالالتهاب، ويمكن أن تشمل التقيؤ، والإسهال والحمى، وفقدان الوزن. ويسبب الالتهاب الحاد آلامًا مبرحة، ويمكن أن يؤدي إلى انسداد الأمعاء. كما أن الالتهاب قد يصيب أيضًا الجلد أو العيون أو المفاصل.
الأسباب. لا يعرف الأطباء حتى الآن سببًا لمرض التهاب الأمعاء، ولكن لديهم معرفة بالأنماط المتعلقة بحدوثه. على سبيل المثال، يبدأ المرض عندما يكون الناس في سن المراهقة أو في العشرينيات من العمر. كما أن المرض يحدث في الدول الصناعية بصورة تفوق حدوثه في الدول النامية.
يعتقد بعض الأطباء أن الجينات (وحدات الوراثة) تؤدي دوراً مهماً في الإصابة بالمرض، لأن المرض يتم توارثه ضمن بعض العائلات. ولكن لم يتم حتى الآن اكتشاف نمط محدد للوراثة أو أي جينات شاذة. وتنص إحدى النظريات على أن العوامل المسببة لمرض التهاب الأمعاء، تتضمن العديد من الجينات، بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى، التي قد تشمل الميكروبات، وجهاز المناعة أو بعض الأسباب المجهولة.
التشخيص والعلاج. لتشخيص مرض التهاب الأمعاء، ينبغي على الأطباء استبعاد العوامل الأخرى المسببة للالتهاب مثل الإصابة بالعدوى أو الإمداد غير الكافي بالدم. ويتضمن التشخيص عادة استخدام الأشعة السينية والدراسات المتعلقة بالتنظير الداخلي، والتي يفحص فيها الأطباء الجهاز الهضمي مباشرة بوساطة أنبوب رفيع مزود بضوء. كما يمكن أيضًا فحص الأنسجة الملتهبة تحت المجهر.
ومرض التهاب الأمعاء من الأمراض المزمنة (التي تدوم مدى الحياة). يعالج الأطباء هذا المرض بعقاقير تقلل من الالتهاب. ويستطيع الجراحون معالجة التهاب القولون التقرحي الحاد الذي استمر طويلاً، عن طريق استئصال القولون والمستقيم. ولا تفلح الجراحة في معالجة مرض كرون، ولكنها قد تستخدم لإزالة أجزاء من الأمعاء الملتهبة أو المسدودة، عندما تكون المعالجة الطبية غير فعّالة. ويتلقى بعض المصابين بمرض كرون وجبات غذائية مكملة.