أجراس تترقب الصمت ...
ضمن عواصف الهذيان ... ليضمها بين ذراعيه
صرير قلم ... صارخ
كأجراس حائرة لا تدق ...
يلتحفها رداء ممزق ... من أغبرة الهدوء
لتتثاقل رناتها ... وتغوص أجراسها
في منعزل عن عالم الأصوات ...
تحيطها هالات من قمر الليل ... مع سكون الهمس
حينها بدأت ترنوا بين أضلعي بعض المسارات ...
المبعثرة برؤى زائفة ...
لتقطفها هوامش الروح من جرف الشموخ ...
وتترهل من عاصفة الأفق النازح ... صدى صرخة من الخيال التي اغتصبتها
عولمة الجنون ...
ذات مساء ؟! وتكررت
كندى الصباح ...
أو كالعذراء ... في فجر متبسم
الخجل يعلوه الرجا ...
والوجه أصفر كأوراق الخريف ... يبتزه برد الشتاء
ليرتجف ...
حينها بدأت الترنح بما أكتب لك ِ ... وأغفو على عتبات حلم
يستغرق العمر ...
كأسرار لا تقرأها سوى العيون ... تغوص في سبات الأرحام
لمخاض اللقاء يحتاج الولادة ...
وأنت ِ كما اللغز ...
تحيره النظرات ؟!
الحب بيننا كأغنية الصباح ... مرهقة ٍ
يغتسل بها الطهر ذات مساء ... وحكاية المغيب تعيدها
الهموم ...
الحب عالمه الارتجال ... فسحقا لذلك المغيب
الذي يعذب حلم اللقاء ...
كما للكبرياء بصمة شفاه ... لا تزول
تصارع الثرثرة ... كالأجراس
لا تطلق الأصوات ... خرساء
دون رنين ؟ّ! يشبهها
الحب في بلادي ... لا يعرف سوى العبرات
لتحطمه ... قبل لذة الشوق
نرجسيتنا المتكبرة ...
فأيقنت ذات مرة ... ليست كل الأجراس تدق
لازال بعضها أخرس ... والبعض يعاند
والبعض لا يفقه معنى دقات الأجراس ...
والآخر لا يحب الدقات ... فيتجاهلها
حتى إنني ذات مرة فكرت أن أكره دقات الأجراس ...
لأنها تشبه نبضات قلبي حين يكون بيننا لقاء ...
وأنت ِ تغتصبين العناد ... بتأخرك
لأشاهدك من بعيد يتطاير شعرك الغجري ...
ويسكت لساني لا يفقه ما يتكلم به ... فتضحكين
ويعلن الخجل انهزامي ...
إلا أنك تفهمين لغة العيون ... فلا نحتاج دقات الأجراس
فدقات قلبي كانت مسموعة ... تفضحني
فأهرب ؟!
</FONT></FONT></FONT></FONT>