قال عمر ــ رضي الله عنه ــ لجلسائـه: تمنّوا، فـتمنَوا، فقال عمر: " لـكني أتمنى بـيـتـاً ممتلئاً رجالاً، مثـل أبي عبيدة بن الجراح ".
إنّ هذه الأمنية من عمر رضي الله عنه لـتؤكِّد لنا ( أهمية وجود الرجال المتميزين )، وأنّ العبرة ليست في كثرة المسلمين أو كثرة المستقيمين، وليست العبرة أيضاً بكثرة حفَّاظ القرآن، ولا بكثرة الدعاة.
إنّما العبرة بتميز الرجال، ونقائـهم، وصدقهم، وهمَّـتـهـم، ومدى الرغبة عندهـم في الإستـقـامـة على الدين والدفاع عنه.
إنّنا نرى كثير من مظاهر الصحوة عند الرجال والنساء، ونرى منهم الكثرة في حضور المحاضرات والندوات، ولكن يا تُرى: كم عدد المتميزين وأصحاب الهمم العالية من بين هؤلاء ؟؟
أيها الأخوة و أيتها الأخوات...
إنّنا في أَمَسِّ الحاجة إلى أنْ نُوجِد من بيننا ( القدوات في عـلو الهمَّة )، لأنَّ هؤلاء تحيا بهم الأمم، ويرتفع بهم تاريخ الأمَّـة.
إنّنا في هذا الزمان نحتاج إلى أنْ نصنع الرجال والنساء ( الذين يحملون هَـمَّ هذا الدين في جُـلَّ حياتهم، أينما كانوا، وفي أي زمانٍ عاشوا ).
فلنبدأ بصناعة أنفسنا لـكي نرتـقي بها من ( الإنحـطاط ) إلى ( الإرتـقـاء ).
ولكي نصعد في درج الهمَّــة.... لـنصـل إلى الجنــة....