أنا المشتاق للأوبة ---- وتعلن دمعتي التوبة
أتيت إليك يا ربي
تبلل دمعتي دربي
يفيض الشوق من قلبي
و قد أُردِيت من كَسْبِي
فإذ تنزل بعزِّ عُلاك كي تسأل
ألا من عابدٍ يسأل
ألا من مذنبٍ باكٍ
و صاحبُ حاجةٍ شاكٍ
أنا يا رب ...
أنا يا رب من يسأل
و في الغفران من يأمل
أنا يا رب من يبكي
و عنه الناس لم تحكي
أنا يا رب من أذنب
و في الحسنات لم يرغب
ليوم البعث لم يرهب
و في الخلوات لم يرقب
أنا يا رب من يخطئ
و في الظلمات لا يبطئ
أنا من غاب لم يسمع
و في الصلوات لم يخشع
أنا المفتون في بعدك
أنا المقطوع عن ودك
أنا الراجي .. أنا الباكي
أنا من غيبتي الشاكي
أنا التائب .. أنا العائد
أنا في خيبتي البائد
أنا الحامل .. بسوق العمر أوزاري
و لم أعبأ .. بما تخفيه أسراري
أنا المغبون في بيعي
و لم أرجع ... بغير الوهم من ميعي
أنا المشتاق للأوبة
و تعلن دمعتي التوبة
ضللت العمر محتاراً
و جئت إليك مختاراً
و عدت إليك .. مجروحاً
و مهموماً .. و مذبوحاً
و مسجوناً .. و معلولاً
و مطروداً .. و مغلولاً
بغل الذنب في قلبي
و بالشبهات في دربي
أنا من ضاع في الميلِِ
فمن لقياك يا ويلي
لجأت إليك يا ربي
و إنك في المدى حسبي
شكوت إليك من وزري
و من عجري و من بجري
و ما عيل له صبري
فنوّر بالهدى صدري
و جد بالفضل و المنة
و بالرحمات و الجنة
رجوت العفو مضطرا
و قد أسرفت مغتَّراً
و عدت لنور أعتابك
فلا تطردني عن بابك
و لا تحرمني من جودك
فإن العفو موعودك
كسبت السوء لم أبرح
فلو ترضى ... و لو تصفح
فإن رضاك مقصودي