... أحبابي في الله ...
... السؤال : إذا كانت الجنة عرضها كعرض السموات و الأرض ، فأين تكون النار في هذا الكون الذي ليس فيه إلا السموات و الأرض ؟ ...
... المفتي : " محمد بن صالح العثيمين " ...
* ... الإجابة ... *
... قبل الجواب على هذا يجب أن نقدم مقدمة ، و هي أن ما جاء في كتاب الله و ما صح عن رسوله " صلى الله عليه و سلم " فإنه حق و لا يمكن أن يخالف الأمر الواقع ، فإن الأمر الواقع المحسوس لا يمكن إنكاره ، و ما دل عليه الكتاب و السنة فإنه حق لا يمكن إنكاره ، و لا يمكن تعارض حقين على وجه لا يمكن الجمع بينهما ، و قد ثبت في القرآن أن الجنة عرضها كعرض السماء و الأرض ، قال الله تعالى : "سابقوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها كعرض السماء و الأرض" , و في الآية الأخرى : " عرضها السموات و الأرض " ...
... و هذا حق بلا ريب ، و في مسند الإمام أحمد أن هرقل كتب للنبي صلى الله عليه و سلم فقال : إذا كانت الجنة عرضها السموات و الأرض فأين تكون النار ؟ فقال " صلى الله عليه و سلم " : " إذا جاء الليل فأين يكون النهار ؟ " ، فإن صح هذا الحديث فوجهه أن السموات و الأرض في مكانهما و الجنة في مكانها في أعلى عليين كما أن النهار في مكان و الليل في مكان ، و إن لم يصح الحديث فإن في كون الجنة عرضها السموات و الأرض لا يعني أنها قد ملأتهما و لكن يعني أن الجنة عظيمة السعة عرضها كعرض السموات و الأرض ...
... ثم إن قول السائل : " إن هذا الكون ليس فيه إلا السموات و الأرض " ليس بصحيح فهذا الكون فيه السموات و الأرض ، و فيه الكرسي و العرش ، و قد كان النبي " صلى الله عليه و سلم " يقول بعد رفعه من ركوعه : " ملء السماوات ، و ملء الأرض ، و ملء ما شئت من شيء بعد " ، فهناك عالم غير السموات و الأرض لا يعلمه إلا الله ، كذلك نحن نعلم منه ما علمنا الله تعالى مثل العرش و الكرسي ، و العرش هو أعلى المخلوقات و الله سبحانه و تعالى قد استوى عليه استواء يليق بجلاله و عظمته ...