كلمة (عقيدة) مشتقة من المصدر عقد،الذي يعني الإحكام والشد والربط،وربط الشيء بشيء آخر،أو شده إليه،يمكن أن يكون حقيقياً ومادياً حيناً،كتطعيم شجرة ببرعم أو بغصن من شجرة أخرى،ويمكن أن يكون إعتبارياً ومعنوياً حيناً آخر،كزواج رجل بإمرأة برتبط بها بواسطة عقد قرانه عليها.
فالعقيدة إذاً عبارة عن ذلك الشيء الذي يتصل بذهن الإنسان وروحه وفكره،فعندما يتقبل الذهن أن الأرض تدور حول الشمس أو أن الشمس تدور حول الأرض،وعندما يتقبل أن الدم يدور في الجسم أو لا يدور،وعندما يتقبل أن للكون خالقاً أو ليس له،وعندما يتقبل أن الإنسان بعد مماته يحيى أو لا.
فتقبله لأية نظرية حقاً كانت أم باطلاً،يعني شدّ تلك النظرية إلى الذهن وربطها به وإحكام صلتها فيه.
دور العقيدة:
إن عقائد الإنسان وتصديقاته هي الأساس لجميع توجهاته في الحياة،وعليه فالعقيدة صاحبة الدور الأكبر في الحياة الفردية والإجتماعية،وعلى حد:- (كل يعمل على شاكلته)[1].
فعقائد الإنسان وتصديقاته هي التي تحدد شكل الإنسان وشاكلته،وتشكل هيأته الباطنية وحقيقته،وهي التي تحفزه إلى العمل وتحدد اتجاهه في الحياة،فإذا كانت عقيدته صائبة مطابقة للواقع،كان طريق حياته صائباً كذلك،أما إذا كانت عقيدته فاسدة باطلة فإن طريق حياته لا يؤدي إلا إلى الضياع.ومن ثم كان اهتمام الإسلام بتصحيح العقيدة قبل أي شيء آخر.
ومن المؤكد أنه ليست هناك مدرسة تفوق مدرسة الإسلام في تقديرها للعقيدة،فالعقيدة في الإسلام هي المعيار لتقيـيم الأعمال،حتى الأعمال الصالحة فإنها تعتبر فاقدة لقيمتها ما لم تنبعث عن عقيدة صحيحة صائبة،يقول الإمام أبو جعفر الباقر(ع):لا ينفع مع الشك والجحود عمل.