حياة الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
تاريخه في سطور
أول من أسلم من الصبيان وصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
استخلفه الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته ليلة الهجرة ، ووكل إليه رد ودائع المشركين
زوجه الرسول صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة
لم يتزوج غير فاطمة حتى توفيت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بستة أشهر
كان عمره حين أسلم عشر سنين ، وحين هاجر ثلاثا وعشرين ، وحين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثاً وثلاثين ، وحين استشهد ثلاثاً وستين سنة
تولى الخلافة في 25 من ذي الحجة لعام 35 من الهجرة
كانت وقعة الجمل مع عائشة في جمادى سنة 36 هـ
وكانت وقعة صفين مع معاوية سنة 37 هـ
وكانت وقعة النهروان مع الخوارج سنة 38 هـ
واستشهد بالكوفة ليلة 17 من رمضان سنة 40 هـ
كانت مدة خلافته أربع سنين وثمانية أشهر و 22 يوماً
تزوج في حياته تسع نسوة وكانت له أمهات أولاد غيرهن
ولد له تسعة وعشرون ولداً : أربعة عشر ذكوراً ، وخمس عشرة إناثاً
أعقب من أولاده الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعباس وعمر
أسمه وكنيته :هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده الأول عبد المطلب . وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية ، تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده الثاني, وهي أول هاشمية ولدت هاشميا
وكنيته أبو الحسن،وكناه رسول صلى الله عليه وسلم أبا تراب،فكان علي يحب أن ينادى به
مولده:ولد في جوف الكعبة،في السنة الثانية والثلاثين من ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيئته :كان أبوه أبو طالب أكبر زعماء قريش وشيخ شيوخها،وله فضل في كف أذى قريش عن النبي صلى الله عليه وسلم في بدء الدعوة , وكان ضيق الحال ، كثير العيال ، فاتفق حمزة والرسول صلى الله عليه وسلم ـ قبل البعثة , على أن يخففا عن أبي طالب مؤونة العيال ، فكان علي من نصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتربى في حجره ، ولازمه حتى بعثه الله بالرسالة
صفته : كان أسمر اللون ، أصلع الرأس ، ليس في رأسه شعر إلا من خلفه ، أبيض شعر الرأس واللحية ، أدعج العينين ، عريض المنكبين ، شديد الساعد واليد ، خشن الكفين ، عظيم البطن ، قريباً إلى السمن ، ربعة من الرجال ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الوجه ، ضحوك السن ، إذا مشى تكفأ ، وإذا أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس
أسلامه : لم يتدنس رضي الله عنه بدنس الجاهلية ، إذ أسلم دون البلوغ ، وأرجح الأقوال : أن عمره حينئذ عشر سنين ، فكان أول من أسلم من الصبيان . رآه أبو طالب في أحد شعاب مكة يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان ذلك ثاني يوم من الرسالة ـ فقال له أبوه : أي بني : ما هذا الدين الذي أنت عليه ؟ فقال علي : يا أبت , آمنت برسول الله ، وصدقت بما جاء به ، وصليت معه لله ، واتبعته ! فقال أبو طالب : أما إنه لم يدعك إلا إلى خير فألزمه
مع الرسول صلى الله عليه وسلم
وما زال منذ أن أسلم يبدي من حبه للرسول صلى الله عليه وسلم ، وتفانيه في دعوته ، وتضحيته في سبيلها، ما جعله من أحب الصحابة إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم . استخلفه الرسول صلى الله عليه وسلم في فراشه ليلة الهجرة ، وجعله أخاه حين آخى بين المهاجرين والأنصار في المدينة ، وشهد المشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأبلى فيها البلاء الحسن ، ولم يتخلف عن الجهاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلا في غزوة تبوك ، إذ استخلفه على المدينة ، فقال علي : أتخلفني في الصبيان والنساء, فأجابه عليه السلام : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى , إلا أنه لا نبي بعدي رواه البخاري ، حديث متواتر
وأرسله الرسول صلى الله عليه وسلم بسورة براءة ليقرأها على الناس في موسم الحج في العام التاسع للهجرة ، وكان حامل راية الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر الغزوات واستمر في لزوم رسول الله صلى الله عليه وسلم والتضحية في سبيل الإسلام ، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد أن زوجه فاطمة ، وبشره بالجنة ، فكان أحد العشرة المبشرين بالجنة.
وفضائله كثيرة،حتى قال الإمام أحمد:لم ينقل لأحد من الصحابة من الفضائل ما نقل لعلي رضي الله عنه.
بعد الرسول صلى الله عليه وسلم
ولما استخلف أبو بكر رضي الله عنه ، ورأى إجماع الصحابة على استخلافه بايعه علي عن رضي وطيب نفس ، بعد أن كان يرى أنه أحق بالخلافة . وظل طيلة حياة أبي بكر، نعم العون والوزير، يساهم في إدارة الدولة وتصريف الشؤون بصدق وإخلاص . وكذلك كان مع عمر ، فقد كان له وزير صدق ، حتى زوجه بنته أم كلثوم . وكثيرا ما كان عمر يستخلفه على المدينة إذا غاب عنها, وكان في عهد عمر من كبار رجال الدولة ، الذين تعقد عليهم الآمال ، حتى جعله عمر من الستة الذين يختار منهم الخليفة من بعده , ولما استخلف عثمان بايعه فيمن بايع من جمهور الصحابة ، والتزم نصحه ومؤازرته ، وكان موقفه منه حين ثارت الفتنة، موقف الناصح والمدافع عنه . ولما أطبق الثوار على قصر الخليفة الشهيد، أرسل ولديه الحسن والحسين بسيفيهما، حتى نفذ قضاء الله
في خلافته : بويع بالخلافة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ، وكانت أيامه فيها فتن ومعارك دامية صرفت المسلمين مؤقتا عن إتمام رسالتهم العالمية بالفتوح التي بدأت في عهد أبي بكر، واستمرت طيلة عهد عمر، وشطرا كبيرا من عهد عثمان ؟ ولذلك لم يتح له أن يتمم الفتوحات ، ويتفرغ للإصلاح والبناء. ولو امتد به الأجل ، وخلا عهده من الفتن ، لكان كعهد عمر، من أزهى عصور التاريخ الإسلامي عدالة واستقامة ويمنا وبركة على الإسلام ، ورحمة للإنسانية . تولى الخلافة والسيوف مسلطة ، والقلوب متغيرة ، ودسائس أعداء الله من يهود وغيرهم تعمل عملها في إيقاد جذوة الفتنة ، وتفريق كلمة المسلمين ، حتى التقى المسلمون وجهاً لوجه في ثلاث معارك كبرى ، وعشرات المعارك الصغرى ، يسفك بعضهم دماء بعض . ومع يقيننا بإخلاصهم جميعا ، واجتهادهم في الحق ، فإننا لا ننكر ما كان لخلافهم من أثر استمر حتى اليوم في توهين قوة المسلمين ، وإضعاف كيانهم،والتقصير في أداء رسالتهم الإنسانية للعالم قاطبة ، يرحمهم الله ويغفر لهم
ومع هذه الفتن التي أحاطت بخلافته ، فقد كان رضي الله عنه ، شديدا في الحق ، مقيما للعدل ، خاشعا لله ، مجتهدا في نصح الأمة ، يولي الأخيار، ويحاسب المقصرين ، ولا يجامل في الحق أبدا ، ولا يخاف في الله لومة لائم ، زاهدا في الدنيا ، بعيدا عن الترف ، وكما كانت حياته جهادا فقد كان موته استشهادا رضي الله عنه هذا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وأزواجه أمهات المؤمنين والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين ,