هى القصه عجبتنى اوى يا ريت تعجبكم انتوا كمان
اباجورة
كان الجو شديد البرودة و مجموع صغيرة من البشر تنتظر المترو الاخير ,, اقترب منى صدقيى ثم نظر على مرمى بصره فلمح نور المترو قادما من المحطة التالية فقال لي: "هو فى المعادى ,, صح؟!" ,, أجبت أن نعم ,, ضحك و قال: "طيب ما تيجى نروح له بدل ما هو يجى لنا !" ضحكت,, وقبل انا أتكلم قال و هو يشير اليها "شايف الاباجورة دى" التفت لاجدها فتاة فى جمال و رقة الزهور و هى تتفتح , تتجاذب اطراف الحديث مع خطيبها -هل كان ذلك فعلاً؟!- ثم يكمل "اباجورة اباجورة ,, يخرب بيت جمالك" ,, وافقته فى رأيه انا معجب بهذا الوصف المبتكر,, "اباجورة" فيما يبدو التشبيه له علاقة بالنور الذى يشع منها ـ,, جاء المترو قفزنا انا و هو و معه كيس ضخم به ملابس ,, جلس فى المقعد المقابل لى ,, ثم قام من مكانه و جلس بجوارى و هو يقول: " ما تخافش انا مش جاى أقعد جنبك ,,أنا جاى اقراء الجرنان الى مع الاستاذ" ,, و فى أريحية مال برقبته على الشخص الجالس بجواره وطفق يتابع معه الجريدة فى هدوء دون ان يظهر من الاخر اى تصرف ينم عن استياء أو ضيق و كأن كلا منهما معتاد على هذا الامر تماما ,, سألنى فجأة: "أمال الاباجورة فين؟ الظاهر ركبت عربية تانية ,, آه حظ, ,, تعرف انا مديرتى فى الشغل حاجة تخوف ,, نفسى أسألها مرة مين الى رضى يتجوزها" ,, ضحكت ثانية و انا اتسائل عن هذه الروح المرحة و كل هذا الانطلاق دون سابق معرفة ,, ثم و قد لمح خبراً فى الجريدة عن الزمالك ضحك فى سخرية و هو يقول:"خسر النهاردة تلاتة ,,فضيحة,, لكن الاهلى فاز اتنين ,, طبعاً ـاحناـ ماشيين كويس جدا" ,, أمنت على كلامه دون انا اجازف و اقول له بانى اشجع الزمالك , بل وصل بى الحماس مبلغه و انا اقول له"هو فى حد يقدر يقف قصاد الاهلى؟!" ,, و انا اتطلع اليه خمنت انه فى اواخر العشرينيات و قبل انا اظن انه نسى انه جالس بجوارى سألنى فجأة: "هو الاستاذ بيشتغل ايه ؟" ,, قلت له مرتبكا: "يعنى ,, صحفى كدة على صغير " ,, رد فى سرعة"يا سيدى ربنا يكرمك و تبقى صحفى كبير زى ابراهيم نافع " كدت اقول له : " و النبى شوف لنا دعوة تانية" ثم آثرت الصمت ,, هم بالحديث ثانية لولا انا لمح الفتاة و قد نزلت فى احدى المحطات ,, فهتف قائلا : "أهى الاباجورة نزلت يا عم ,, حظ بقى ,, أنا نازل المحطة الجاية " ,,ابتسم لى ,, ثم وقف على بابا عربة المترو ,, و نزل سريعا عندما جائت محطته ,, غاب عن نظرى ,, و جلست انا وحدى مفتقدا شيئا ما , افكر فى تلقائيته الغريبة ,, و فى الاباجورة التى جمعت بيننا।