اضحك كركر أوعى تفكر".. فالضحكة المنبعثة من القلب لها بصمات وآثار علاجية فعالة على جسمك، وذلك لأنه يسمح للإنسان بالتخلص من همومه ومتاعبه, فعندما نضحك لا يسهم هذا في تحريك عضلات الوجه فقط, وإنما عضلات الجسم كله، الأمر الذي يحمي الأوعية الدموية ويعزز وظائفها.
وقد كشف خبراء أسبان في العلاج بالضحك عن أن الضحكة تقوي جهاز المناعة لدى الإنسان وتقلل من التوتر، والألم، والأرق لأنها تحفز على إفراز هرمون "الإندورفين"، كما تحارب الشيخوخة المبكرة.
وأشارت كاتي جارثيا الخبيرة في العلاج بالضحك والتي تنظم ورش لهذا الغرض في مستشفيات ومراكز صحية تلجأ إليها لتحسين الصحة العقلية والجسدية للمرضى، إلى أن الأشخاص الذين يقصدون هذا النوع من الورش هم من فقدوا الرغبة في الضحك بسبب تعرضهم لتجارب مأساوية كوفاة أصدقائهم لأنهم يصبحون دون صحبة مما يعرضهم إلى خطر الإصابة بالاكتئاب.
وأوصت جارثيا بالضحك لمدة عشر دقائق على الأقل يومياً، حتى لو كان الشخص دون صحبة.
وأوضحت جارثيا أن ثمة أشخاص أصحاء يأتون أيضاً للمشاركة في هذه الورش لمجرد شعورهم بالراحة، مؤكدة أن عدد الأشخاص الذين يشاركون في هذه الورش لاستعادة البسمة تتحسن حالتهم الصحية.
وأوضحت جارثيا أن السبب في مشكلة فقدان الرغبة والقدرة على الضحك يكمن في أن الماديات تطغى على العصر الحالي مع انخفاض نسبة الإحساس بالرخاء النفسي.
الضحك ينظم عقلك
أكد الأطباء على أهمية الضحك والمرح لأنهما يفيدان عقل الإنسان وجسمه معاً، حيث أوضحوا أن الضحك يحرك الرئتين وكل أجزاء الجهاز التنفسي ويزيد من نسبة الأكسجين في الدم وينظم ضغط الدم ويساعد علي الهضم ويعالج العصبية ويقلل من آثار الضغوط النفسية، كما أنه يساعد علي الاسترخاء.
وأوضح الباحثون أن ممارسة الضحك باستمرار يعطي نفس تأثير تناول المخدرات، مؤكدين أن الضحك المرتبط بالجزء الأيسر للمخ يجعل الجسم يفرز هرمون "الدوبامين" المسؤول عن الشعور بالنشوة، موضحين أن أصحاب المزاج يمكنهم الاستغناء عن المخدرات بواسطة الضحك والفرفشة.
وفي نفس الصدد، أظهرت دراسة علمية حديثة أن الضحك يحقق المزيد من الفائدة للجسم، باعتباره رياضة حقيقية يمارسها الجسم من الداخل.
ويساعد الضحك فى وصول الأكسجين للدم بصورة أفضل، كما يؤدى إلى افراز الهرمونات المثيرة للنشوة، والتى تساعد فى التخلص من حالات التوتر والاكتئاب والقلق، كما أن الضحك يقاوم الفيروسات والبكتريا، حيث وجد الباحثون أنه يطيل عمر الفرد أيضاً.
ويخلصك من التوتر
وفوائد الضحك لا تقتصرعلى الكبار فقط، حيث أكدت دراسة جديدة قام بها فريق من خبراء الصحة الأمريكيين، أن الضحك يريح أعصاب الأطفال ويقلل كثيراً من توترهم العصبي، وله تأثير كبير على كيفية تقبلهم للألم والتعامل معه وتحمله.
وأشار الباحثون إلى أن القوة العلاجية للفكاهة والضحك يمكن أن تقلل من الألم، وتحسن أداء جهاز المناعة خصوصاً عند الأطفال الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل السرطان أو الايدز أو السكري، والمعرضين لعمليات زرع أعضاء أو نخاع عظام.
وأظهرت نتائج الدراسة أن أهمية الفكاهة والضحك يعتبر من الأدوات الهامة في العلاج النفسي، والذي يؤثر بدوره على علاج البدن كما يستخدم فى أساليب المعالجات الطبية في الثقافات البشرية المختلفة.
وأضاف أحد الباحثين أن مشاهدة الأطفال لأفلام الكرتون الشائعة، ساهمت في زيادة قدرتهم على تحمل الآلام الحادة بشكل أكبر وأفضل، وتقليل انزعاجهم وضيقهم، كما تبين أن مثل هذه الأفلام قد تساعد أيضاً في تحسين حالة الأطفال المصابين بمشكلات نفسية كالقلق والعصبية والعدائية.
أكدت نتائج دراسة أمريكية حديثة أن الضحك لمده طويلة يساعد الإنسان على حرق 50 سعراً حرارياً وهو ما يساعد على حرق الزوائد الموجودة فى الجسم.
وقام الباحثون الأمريكيون بوضع 45 من الأزواج أمام مشاهد لسلسلة من المواقف المضحكة فتبين أن حرق السعرات الحرارية لديهم ارتفع أثناء هذه المشاهدة، وهو مايعادل قطعة مربعة من الشيكولاته ولكن لمدة تصل الى 15 دقيقة.
كثيراً ما يحدث أن شخص يضحك والآخرين يضحكون معه دون أن يعرفوا سبب ضحكه، فيعتقد البعض بأن الضحك ينتقل من شخص إلى آخر كالعدوى، وهذا ما أكده الباحثين أن هناك أسباب علمية لهذا الضحك، مشيرين إلى أن الضحك له فعل السحر في مواجهة المواقف الصعبة في الحياة والأزمات النفسية والعصبية.
ومن أهم مزايا الضحك أنه مثل الأنفلونزا "معد" وعندما يضحك الإنسان أو يبتسم فإنه يخرج طاقة التوتر من عضلات وأعصاب الوجه, وبالتالي تنتقل عدوي الضحك لمن حوله، فعندما نسمع أو نرى الآخرين يضحكون، فإن المناطق التي تسيطر على الضحك والابتسامة في دماغنا تصبح نشيطة أيضا، مما يلهمنا على الابتسام.
وقد أفاد باحثون بأن الضحكة المنبعثة من القلب تساعد علي خفض ضغط الدم, وتزيد من مقاومة الجسم للإجهاد وتحفزه علي إفراز هرمونات تؤثر علي الحالة النفسية والجسدية.
وأشار الدكتور محمود فوزي اخصائي الصحة النفسية, إلى أن الإنسان يبدأ بالضحك منذ الطفولة عندما يبلغ الأسبوع العاشر من عمره وبعد ذلك بستة أسابيع يضحك مرة كل ساعة وعندما يبلغ الرابعة من عمره يبدأ بالضحك مرة كل أربع دقائق, الأمر الذي يبين أهمية الضحك للإنسان حتي ينمو بشكل طبيعي وصحي.
وأوضح فوزي أن خمس دقائق من الابتسام أو الضحك كفيلة بتبديد 20% من الشعور بالاجهاد، كما أن ضحكة صباحية في بداية اليوم تعزز طاقة الجسد طوال اليوم، لذلك ينصحك الطبيب بتخصيص 5 دقائق قبل خروجك يومياً لتخبر نفسك عن كيفية شعورك بطاقة هائلة والوقت الرائع الذي ستقضيه بالخارج وتأكد أنك سوف تجد النتيجة مذهلة لأن جسدك سيستجيب لذلك ويبدأ بمحاكاة ما يدور في عقلك, لتشعر علي الفور بالطاقة والحيوية.
وقد أثبتت دراسة أخرى أجراها باحثون في كلية إمبريال التابعة لجامعة لندن، أن الدماغ يستجيب لـ "الأصوات الانفعالية" التي تصدر عن أشخاص آخرين ومنها الضحك.
كما أتضح للباحثين أن هذه الأصوات تستثير منطقة معينة في دماغ المستمع عند رؤيته وجهاً باسماً حيث يطرأ تغير فوري على عضلات وجهه قبل أن ينفجر في الضحك، مؤكدين أنه عندما نتحدث مع شخص ما فإننا نميل لتقليده من دون أن ندري من حيث تكرار ما يقوله أو حتى تقليد حركاته، والآن أثبتنا أن ذلك ينطبق أيضاً على الضحك.. على الأقل من الناحية العلمية.
منقول للاستفادة
وربنا يدوم الابتسامه على وجوهكم والفرح فى قلوبكم