اصعد على جبـل الرمـاة ونـادِ أسمِع هنا أُحُـداً وبطـن الـوادي
واسأل نخيل السفح عما شاهـدت واسأل عـن التاريـخ والأمجـاد
واصدح بصوتك عاليا ومجلجـلاً علَّ الصدى ينبيك عن أجـدادي
من شيّدوا صرح المعالـي شامخـاً واستمسكوا بعرى النبـيِّ الهـادي
في أرض طيبة شـعَّ نـور محمَّـدٍ وأضـاء بالإسـلام كـل بـلاد
وبأرض طيبة سجِّلـتْ صفحاتنـا بيضـاء ناصعـة بخيـر مــداد
عنوانـهـا أن النّـبـي محـمّـد هو قدوتـي ومعلمـي ورشـادي
وفصولها من هديه قـد فُصِّلـتْ مـن خشيـة وتبتِّـل وجـهـاد
هو رحمـة للخلـق مهـداة فـلا تعجب إذا امتلك الهوى وفـؤادي
شهدَتْ برحمتـه الخلائـق كلهـا يُنبِيك عـن هـذا حنيـن جمـاد
حفظ العهـود أمانـة وشجاعـة والأمـر بالمعـروف والإرشــاد
واسأل إذا شئت المسيء صلاتـه إذ كان بالنصح الجميـل ينـادي
قد كـان للتعليـم خيـر معلِّـم قـد أُيِّـدتْ أفعالـه بـسـداد
أرسى دعائـم دولـة وحضـارة وأمدَّنـا حقـاًّ بخـيـر الــزاد
هدْي النبي وذا الكتـاب دليلنـا وسلاحنا في وجـه كـل فسـاد
ربَّى مـن الجيـل الفريـد أئمـة قد جاهدوا فـي الله حـقَّ جهـاد
لاقى مـن الكفـار كـل أذيـة في النفس والعرض الشريف الجادي
فالصبـر كـان شعـاره ودثـار هو الله ردّ مطـاعـن الأوغـــاد
والله أيّـده وزكــى نفـسـه في الشرح أو نونٍ كذا فـي صـاد
والله أعلـى فـي البريّـة ذكـره حتى يتـم الديـن رغـم عنـاد
فتمـالأ الكفـر العظيـم بخيْلـه وبرجْلـه وبسـيّـئ الأحـقـاد
شرِقوا بهدي المصطفـى وبدينـه لمّـا فشـا بحـواضـرٍ وبــواد
بدَت العداوة من قبيح صنيعهـم والقلـب مملـوء بكـل سـواد
رسموا المسيء ليطفئوا نور الهـدى وليكتموا العطْر النـديَّ الكـادي
فانهـار باطلهـم وفـاح عبيـره في كل نسمـة رائـح أو غـادي
واستيقظتْ فـي المسمليـن حميّـة لله والمخـتـار خـيـر عـبـاد
إلا رسـول الله كـان شعارهـم نفـديـه بــالأرواح والأولاد
فتمسّكوا يـا مسملـون بهديـه ولْيحـد حاديكـم لخيـر بـلاد
شُدوا رحالكم لمسجـده الـذي قد صـار رمـز العـز والأمجـاد
وتيمّموا أُحُداًّ وسحُّـوا دمعكـم وتذكّـروا أمجـاد كـلِّ جـواد
فإذا صعدْتـم للرمـاة فأنصتـوا ولتسمعوا مـاذا يقـول الحـادي
سيقـول والإيمـان يمـلأ قلبـه إن النبي هـو قدوتـي ورشـادي
قصيدة للأخ أبو عبد الرحمن المدني من ملتقى أهل التفسير
(نداء على جبل الرماة)