علّمني عملاً يدخلني الجنة
بسم الله الرحمن الرحيم. جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني عملاً يدخلني الجنة قال أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن لا تشرك به شيئاً وأن تقيم الصلاة المكتوبة وأن تؤدي الزكاة المفروضة وأن تصوم رمضان، قال يا رسول الله هل عليّ غيرها؟ قال لا، قال والذي بعثك بالحق لا أزيد على ذلك ولا أنقص فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أراد أن يرى رجلاً من أهل الجنة فلينظر إلى هذا. هذه أركان هذا الدين وأركان هذا الدين آداؤها مختلف ومتميز ونتفاوت فيه ما من اثنين يصليان صلاة واحدة وما من اثنين يزكيان زكاة واحدة نتفاوت في الجودة والاتقان والخشوع. هذه الأركان التي لست مسلماً بدونها ورب العالمين جعلها أساساً للتقوى (ألم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) البقرة) نتفاوت في الجودة، حينئذ هذا التفاوت هو الذي يقتضينا أن نأتي بوسيلة أخرى تدعم هذا التفاوت الذي بيننا وتساوينا ببعضنا كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ (35) المائدة). بعد هذه الأركان التي هي أساس هذا الدين وعماده إختر لك عبادة جميلة من العبادات التي تؤديها أنت فعلاً، كأن تكون باراً بوالديك أن تكون واصلاً لرحمك، أن تصلي ركعتين في الليل، اختر لك واحدة من هذه العبادات التي لا حصر لها، أن تكون ذكاراً أن تحفظ البقرة وآل عمران أن تقرأ المعوذات قبل أن تنام أن تقرأ الأذكار بعد كل مكان وزمان لها حينئذ تكون قد قمت بعمل يوجب لك الجنة. ما من مسلم إلا وهو يصوم ويصلي ويزكي كل ما عليه أن يجوّد ذلك إلا أن يصلي بخشوع أن يزكي بأجود ماله وأن يصوم وأن يحفظ لسانه عن الغيبة لأن هذه الغيبة تنقض الصوم. إذا فعل المسلم ذلك فقد وقف على باب الجنة. يبقى السؤال متى يدخلها والداخلون إلى الجنة متفاوتون الواحد قبل الآخر؟ ولكي تكون من السابقين السابقين اختر لك عبادة واحدة مما ذكرنا وأدّها بجمال وجمال لتكون الشهادة بعد التخرج الذي يسرع به ويسارع إلى أن تدخل الجنة قبل الداخلين (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) الواقعة). من أجل ذلك رب العالمين خيّرنا بين عبادات لا حضر لها: عبادات لسانية الذكر والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعبادات قلبية المحبة والحنان وعدم الغلّ وعدم الحقد وعدم الحسد وعبادات مالية الصدقة والصدقة تطفئ غضب الرب إلى آخر تلك المنظومة الهائلة ومنها تلك العبادات التي تتعلق بتعاملك مع الآخر كن رحيماً وكريماً في تعاملك مع الآخر أياً كان هذا الآخر حتى لو كان حيواناً أو جداراً أو شارعاً حينئذ تكون ممن وجبت لهم الجن يوم القيامة بهذا العمل الجليل الذي تؤديه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ (35) المائدة) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.