بسم الله الرحمن الرحيم. عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل طيباً وعمل في سُنّة وأمن الناس بوائقه إلا دخل الجنة. أكل طيباً أي مالاً حلالاً لأن المال الحرام مشكلة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الرجل ليُحرم الأجر باللقمة الحرام يقذفها في جوفه" وقال "إن الرجل ليأتي يوم القيامة بأعمال كالجبال وقد أخذ قسطاً من الليل ثم لا يجد عند الله منها شيئاً قالوا بِمَ يا رسول الله؟ قال باللقمة الحرام يقذفها في جوفه" إذن الخصلة الأولى من هذه الثلاثية ثلاثية الصالحين والمصلحين أن يكون طعامك حلالاً.
ثانياً أن تعمل في سنّة وأن لا تقتصر على الفرض، أن تصلي السنن وأن تتبع السنن في دخولك وخروجك وتعاملك وعباداتك قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحيا سنة أميتت من بعدي فكأنما أحياني. وقال: إن الرجل ليدخل الجنة بالسُنة يتّبعها
ثالثاً أن يأمن الناس بوائقه أي ظلمه وغدره واعتداءاته فإذا كنت منصفاً تعاملهم بالحسنى فأنت من المصلحين (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (17) هود) إذا تعامل البعض مع البعض بالحسنى والمودة والعدل.
هذه الثلاثية ثلاثية الصاليحن أن يكون مطعمك حلالاً وأن تكون تصرفاتك طبق السنة النبوية المشرّفة وأن لا يخاف أحد منك من غدرك أو غشّك أو ما شاكل ذلك فقد وجبت لك الجنة. من أجل هذا يقول صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى لا يبقى في الناس أميناً حتى يقال إن في بني فلان أميناً. هذا حصل في بعض القرى الإسلامية حصل أنك لا تكاد تجد أميناً من أجل هذا الأمانة هذه هي من أعظم العبادات التي نأتي بها الله يوم القيامة. فإذا كنت أميناً على الناس في استشارتك، في جيرتك في تعاملك في وظيفتك ويأمن الناس بوائقك وغدرك وعسفك ثم كان مطعمك طيباً لا تأكل الحرام ولا تقذف اللقمة الحرام في جوفك ثم أنت تعمل بالسنة فقد وجبت لك الجنة. وحينئذ إذا اجتمعت هذه العبادات في العبد فإن صاحبها ليس فقط في الجنة وإنما في أعلى درجاتها (فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) طه) من أجل ذلك كما قال تعالى (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) المطففين) الجنة مئتا درجة ما بين كل درجة ودرجة كما بين السموات والأرض (فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى). من هذه المجاميع عندما ترى الآيات أو الأحاديث تحدثك عن منظومة كاملة من مجموعة عبادات إعلم أن هذه العبادات خاصة برفعة الدرجة يوم القيامة (فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى) كهذا الحديث، مطعمه طيب لا يقبل الحرام تخيل أن تاجراً أو حاكماً أو غنياً لا يأكل الحرام وبنفس الوقت كل تصرفاته وفق السنة في أكله وشربه وفي نومه وعلاقته مع الآخر بالسُنّة حتى مع الشارع يقول صلى الله عليه وسلم رأيت رجلاً يتقلب في ربض الجنة بشوكة نحّاها عن طريق المسلمين والصالحون والمصلحون في القرآن هم الذين يسحنون التعامل مع الآخر سواء كان إنساناً أو حيواناً أو شارعاً أو ما شاكل ذلك (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) أي يتعامل كل منهم اياً كان هذا الآخر حيواناً إنساناً جماداً تعاملاً عادلاً إن الله سبحانه وتعالى لا يهلكهم لا بالجوع ولا بالقحط ولا بالأمراض وإذا مات غفر لهم.
من كان طعامه طيباً ومن عمل بسنّة ومن أمِن الناس بوائقه فقد وجبت له الجنة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكي هنون ويارب يكون مطعمنا جميعا من حلال وان يوفقنا ربنا للعمل بسنة حبيبه المصطفي عليه افضل الصلاة واذكي السلام وان يهدينا لما فيه الخير لنا ولغيرنا امين يا ارحم الراحمين تسلم الايادي ويارب يجعله في ميزان حساناتك تقبلي مروري البسيط