المغفرة المطلقة( وبشر المؤمنين)

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى (28) الأنبياء) (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ (255) البقرة) (يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) طه) الشفاعة هذه وسيلتنا إلى النجاة يوم القيامة وما أكثر الشفعاء بإذن الله سبحانه وتعالى. الشفاعة العظمى هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم "شفاعتي حقٌ لأهل الكبائر من أمتي فمن أنكرها حرمها" وتحدثنا عنها في حلقة سابقة أن هذه الشفاعة يوم القيامة متكأ عظيم لمؤمن وتقي ارتكب كبيرة ومات ولم يتب منها وإذا تاب منها فليس من أهلها لأنه من تاب من الذنب كمن لا ذنب له. ولكن الشفعاء كثير، اليتيم يشفع لكافله والطفل إذا مات صغيرًا يشفع لوالديه وكل من تعطيه إحسانًا وفضلًا يشفع إليك حتى أن رجلًا شفع لرجل لأنه سقاه جرعة ماء. القرآن يشفع، الصيام يشفع، الزهراوان يشفعان فاقرأوهما كما قال صلى الله عليه وسلم "عليكم بالزهراوين فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير يشفعان لصاحبهما" كل صديق له شفاعة، من مات وترك علمًا يشفع له أو صدقة جارية تشفع له، من ترك فقيرًا أغناه يشفع له، الضيف يشفع لصاحبه، إذا بلغ العبد التعسين عامًا كما في الحديث "وإذا بلغ المؤمن تسعين سنة غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم وجبت له النار وسمي عتيق الرحمن في الأرض" العلماء يشفعون الصالحون يشفعون، كل ذي علاقة بالآخر بشكل ما يشفع وعدّد الشفعاء في هذه الملّة من عبادات من أعمال خيرية مع الآخر من كفالات تكفل يتيمًا تكفل صديقًا إذا شهد لك سبعة من جيرانك بخير شفّعهم الله فيك عاملك الله على وفق ما يقولون ولو كنت غير ذلك. إذا صلّى عليك أربعون رجلًا وشهدوا لك بخير شفّعهم الله فيك فيحاسبك الله على ما قالوا فيك وعلى ما كان منك وإن كنت غير ذلك. ولهذا نحن مأمورون أن نستتر "إذا بليتم فاستتروا" لأن رأي الناس فيك يُحسب يوم القيامة، إذا مدحك الناس فإن الله سبحانه وتعالى يحاسبك على هذا وإذا ذمّك الناس فإن الله يحاسبك على هذا أيضًا. حينئذ عليك أن تستتر أمام الناس "إذا بليتم فاستتروا" "من ابتلي بهذه القاذورات فاستتر فهو بستر الله إن شاء عذّبه وإن شاء عفا عنه" ولهذا ألسنة الخلق أقلام الحق. مرّت جنازة بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال وجبت ومرّت جنازة أخرى فقال وجبت إحدى الجنازتين أُثني عليها فقال وجبت والجنازة الأخرى ذُمت فقال وجبت هكذا هو الأمر فعلينا أن نكون عالمين وفقهاء في مسألة الشفاعة لأنها مسألة حساسة يوم القيامة. ورب العالمين يعلن الشفعاء يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، قُم يا فلان فاشفع، قُم يا فلان فاشفع، إن الله سبحانه وتعالى ينصّب ملوكًا في الجنة والجنة فيها ملوك بالمليارات إذا كانت هذه الدنيا التي لا تساوي حلقة في فلاة بالنسبة للجنة كان فيها من الملوك في التاريخ فما بالك بجنة عرضها السموات والأرض. هذه الجنة تحتاج إلى مليارات الملوك لأن كل البشرية سوف يكون الملوك أُنسهم وسعادتهم وبهجتهم فرب العالمين عن طريق المحشر والكل يسمع الكل والكل يرى الكل فيقول رب العالمين قُم يا فلان فاشفع فيعرف الناس أن هذا ملك من ملوكهم فيأنسون به ويحبونه (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المغفرة المطلقة( وبشر المؤمنين) 8124

جزاكى الله خير

فى ميزان حسناتك

تقبلى مرورى