هذه السورة مكية وقد تحدثت بايجاز عن فريقين من البشر هما:
الكافر الجاحد لنعم الله المكذب بيوم الحساب و الجزاء
المنافق الذى لايقصد بعمله وجه الله بل يرائى فى اعماله وصلاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
(أرأيت الذى يكذب بالدين فذلك الذى يدع اليتيم ولايحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هن عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون)
يدع: يدفع بعنف وشدة.
يحض: يحث ويرغب.
ساهون: جمع ساهى يقال: سها عن كذا يسهو سهوا اذا تركه عن غفلة.
الماعون: الشىء القليل من المعن (كل ما فيه منفعة للناس مثل الفأس والقدر والدلو وغير ذلك).
(أرأيت الذى يكذب بالدين): استفهام للتعجيب والتشويق اى هل عرفت الذى يكذب بالجزاء والحساب فى الاخرة؟ هل عرفت من هو ومن هى اوصافه.ان اردت ان تعرفه.
(فذلك الذى يدع اليتيم): اى الذى يدفع اليتيم دفعا عنيفا بغلظة ويقهره ويظلمه ولا يعطيه حقه.
(ولا يحض على طعام المسكين): اى ولا يحث على اطعام المسكين وفى قوله ولا يحض اشارة الى انه هو لايطعم اذا قدر ولم يقل ولا يطعم المسكين لانه اذا منع اليتيم حقه فكيف يطعم المسكين من مال نفسه؟ بل هو بخيل من مال غيره وهذا هو النهاية فى الخسة.
(فويل للمصلين): اى هلاك وعذاب للمصلين المنافقين المتصفين بهذه الاوصاف القبيحة.
( الذين هم عن صلاتهم ساهون): اى الذين هم غافلون عن صلاتهم يؤخرونها عن اوقاتها تهاونا بها.
· لما قال تعالى(عن صلاتهم) علم انها فى المنافقين والحمد لله الذى لم يقل( فى صلاته) والا كانت فى المؤمنين والمؤمن قد يسهو فى صلاته والفرق بين السهوين واضح فان سهو المنافق سهو ترك وقلة التفات اليها فهو لا يتذكرها ويكون مشغولا عنها والمؤمن اذا سها فى صلاته تداركه فى الحال وجبره بسجود السهو فظهر الفرق بين السهوين.
(الذين هم يراءون): اى يصلون امام الناس رياء ليقال انهم صلحاء ويتخشعون ليقال انهم اتقياء ويتصدقون ليقال انهم كرماء فاعمالهم للشهرة والرياء.
(ويمنعون الماعون): اى ويمنعون الناس المنافع اليسيرة من كل ما يستعان به كالابرة والقدح والماء والملح وغيرها وفى الاية زجر عن البخل بهذه الاشياء القليلة الحقيرة فان البخل بها نهاية البخل وهو مخل بالمروءة.