الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ))
وفي الحديث الصحيح : ( أن هرقل ملك الروم سأل أبا سفيان بن حرب فيما سأله عنه من أمور النبي صلى الله عليه وسلم قال : فهل يرجع أحد منهم عن دينه سخطة له بعد أن يدخل فيه ؟ قال : لا ، قال : كذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلب لا يسخطه أحد ) .
فالإيمان إذا باشر القلب وخالطته بشاشته لا يسخطه القلب ، بل يحبه ويرضاه ، فإن له من الحلاوة في القلب واللذة والسرور والبهجة ما لا يمكن التعبير عنه لمن لم يذقه فمن ذاق عرف ، والناس متفاوتون في ذوقه ، والفرح والسرور الذي في القلب له من البشاشة ما هو بحسبه ، وإذا خالطت القلب لم يسخطه ، قال تعالى (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )) وقال تعالى (( والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه )) ، وقال تعالى (( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون )) فأخبر سبحانه أنهم يستبشرون بما أنزل من القرآن ، والاستبشار هو الفرح والسرور ، وذلك لما يجدونه في قلوبهم من الحلاوة واللذة والبهجة بما أنزل الله .
واللذة أبدا تتبع المحبة فمن أحب شيئا ونال ما أحبه وجد اللذة به ، فالذوق هو إدراك المحبوب .
اللذة الظاهرة كالآكل مثلا : حال الإنسان فيها أنه يشتهي الطعام ويحبه ، ثم يذوقه ويتناوله فيجد حينئذ لذته وحلاوته ، وكذلك النكاح وأمثال ذلك .
وليس للخلق محبة أعظم ولا أكمل ولا أتم من محبة المؤمنين لربهم ، وليس في الوجود ما يستحق أن يحب لذاته من كل وجه إلا الله تعالى ، وكل ما يحب سواه فمحبته تبعا لحبه ، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام إنما يحب لاجل الله . كما قال تعالى (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ))
وقال تعالى (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله )) فالذين آمنوا أشد حبا لله من كل محب لمحبوبه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم