جرح الخيانه
كثيرة هي الجراح التي تدمي المشاعر ، لكن جرح ( الخيانة ) دائماً مايكون مؤلماً ومتعباً في ذات الوقت ، ذلك أنه يأتي مباغتاً ، يأتي فجأة دون سابق إنذار ودون أن نتوقعه ، وهنا يكمن العذاب والألم ، خصوصاً عندما نمنح الحب والإخلاص والوفاء لمن كان إرتباطنا بهم وجدانياً مختلفاً عن غيرهم ، وبدرجة عميقة من الصدق والعطاء معهم ....
إذا أردت أن ترى عمق الجراح فتلمس قلباً تعرض لطعنة غدر مِن يد مَن يحب ...
جرح الخيانة ، جرح يصعب أن تزول آثاره ، فهو جرحٌ غزير في النفس ، يبقى أسير الذاكرة ، مقيد في زنزانة صغيرة في القلب ، ليس ذلك وحسب بل أن عنصر المفاجأة يبقى يطل بوجوده متجسداً أمامنا بين لحظة وأخرى من اللحظات التي تجرنا معها كل ذكرى صادقة عشناها ، وأصبحت مؤرخة في سيرة هذا الجرح الكبير ( جرح الخيانة ) ....
هناك من يكون حزنه مؤثراً ، معبراً للدرجة التي تهيم معه حزناً كل الاشياء من حوله ، الابواب ، الشوارع ، الجدران ، المرايا ، حتى الاقلام والأوراق .. جميل جداً أن تتقاسم معك مثل هذه الأشياء الصغيرة لحظات الحزن الصادقة ..
في أمور الحب كثيراً مانكتشف ( المفاجأت ) على اختلافها .. في وقت ( متأخر ) ترى لماذا ؟
عندما يضيق بك المكان منفرداً ، وعندما يضيق بك العالم الخاص بك وحيداً ، عندما تجد نفسك مع نفسك ، وعندما تلتفت حولك فلا تجد من كنت معه في يوم من الايام صامداً ، مؤازراً له في لحظات الضعف والإحتياج والخوف ، وعندما تكتشف أنه أول من تخلى عنك ، فإنك لحظتها لا تتردد أطلاقاً في إصدار أمر بالإبتعاد عنه لتصبح ضحية لوحدك ....