بدأنا نسير مع هذا الحبل يرتفع بنا حيث ترتفع الأرض ...فإنها منطقة لم تأتيها حضارة مناطقنا ... إنَّ هذا الحبل بدأ يأخذنا بين أشجار ... سرنا تقريباً ما يزيد على نحو ست دقائق ... _ سبحان الله _ .. بدأنا نصل إلى نهاية الحبل .. نعم .. لقد بدأنا نصل إلى الطرف الآخر ..
يا ترى ما هي النهاية !.. إلى ماذا يحملنا هذا الحبل ، وإلى من سوف يوصلنا هذا الحبل ؟؟؟.. وما هو الخبر وراء هذا الحبل !...
إنه حبل ممدود على الأرض ..
عندما وصلنا إلى نهاية الحبل ، وجدنا بيتاً مكوناً من غرفة ودورة مياه ... وإذا بالبيت نجد رجلاً كبيراً في السن ؛ كفيف البصر... بلغ من العمر ما يزيد على 85 عاماً ...
سألناه : قلت له : يا عم ...يا عم . .. أخبرنا ما سر هذا الحبل ؟؟؟؟!.
قال : يا ولدي ... يا ولدي ... هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد ... هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد ...
إنني أمسك به ...أخرج من بيتي قبل الأذان ، ثم أمسك بهذا الحبل حتى أصل إلى المسجد ... ثم بعد الصلاة وخروج الناس أخرج آخر رجل من المسجد ...ثم أمسك بالحبل مرة أخرى حتى أعود إلى بيتي ليس لي قائد يقودني ....
سبحان الله... انه رجل...نور الله قلبه ...قصد طاعة الله..أراد الصلاة في المسجد..
فأين ..الذين حرموا أنفسهم من المساجد !.. أين ..أولئك الكسالى !.. أين. ..أصحاب السيارات والخيرات والكرامات الذين امتنعوا عن حضور الصلوات الخمس في المسجد !.. إنه رجل بلغ به هذا السن ..
بلغ هذا السن... وهو كفيف البصر... ضعيف البناء في حالة لو رأيتموها لتعجبتم والله ... ولكن يقول : هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد ...
لماذا لم يحرك قلوبنا قول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم : ( بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة ) ..
لله درّ الشيرازي عندما قال كلمة رائعة ...
إذا سمعتم حيّ على الصلاة ؛ ولم تجدوني في الصف الأول ؛ فإنما أنا في المقبرة ... يقول الإمام وكيع ابن الجرّاح عن الإمام العظيم سليمان بن مهران الأعمش : كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى .. لم تفته التكبيرة الأولى ..
و كان يحيى القطَّان يلتمس الجدار حتى يصل إلى المسجد وهو يقول : الصف الأول ..الصف الأول ..الصف الأول ...
...المساجد هي التي ربَّت الرجال .. ...المساجد هي التي أخرجت الأبطال .. ...المساجد هي التي علمتنا ...