الشجرة الملعونة
ما هي الشجرة الملعونة في القرآن ؟
قال تعالى في سورة الإسراء، الآية 60: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، والشجرةَ الملعونةَ في القرآن ".
لقد اختلفت التفاسير في معنى هذه الآية فبين من قال ان الشجرة هذه هي
شجرة الزقوم او اليهود و لكن من بين الاقوال تفسيرا ارتضيته ، و قد وردت فيه
روايات كثيرة و من كافة المذاهب الاسلامية و قبل بيان هذا التفسير و رواياته
هناك فكرة هامة علينا بيانها لاريب ان رسالة الاسلام هي أعظم و أكبر ظاهره
شهدها كوكبناالارضي ، و لا ريب ان ما جرى على هذه الظاهرة الكونية
الكبرى من تغيرات هائلة هي الاخرى تتسم باهمية كبرى ايضا ، و اهم تغيير
جرى على هذه الظاهرة هو تغيير القيادة الاسلامية من الخلافة الراشدة الى
ملك عضوض نزى عليه الامويون ، و هذا التغيير هو اكبر انحراف حدث في الامة
الاسلامية ومن الطبيعي و الاسلام رسالة غيبية ، ان لا يسكت عن هذه
الانحرافة الكبرى ، و هذا التغيير الخطير في رسالة الله ، و الله الذي يحب
رسالته و رسوله و الامة الاسلامية لم يترك الامر الا وقد اشار إليه بطريقة أو
بأخرى ، و لم تكن هذه الاشارةواضحة كأن يذبح الرسول (ص) قادة بني امية
جميعا ، لان هذا ليس من شان الرسالات الآلهية لان الله يريد اختبار الناس و
امتحانهم ، و في نفس الوقت لا يدع الله الأمر من دون حجة بينة بل يشير
الى الحق و الباطل ، ثم يترك المجال مفتوحا لاختيارهم الحق أو الباطل .
و التفسير المختار هو ان الرؤيا هي رؤيا الرسول (ص) في منامه ان قردة ينزون
على منبره و يتثاوبون عليه ، و الرسول قال هذا الكلام للناس و لكن من الذي
عقله ؟؟
أهل الذكاء و الفطنة ، و اهل التوسم الايماني هم فقط الذين عرفوا بان منبر
الرســول (ص) مركز قيادته ، و ان هناك فئات من الامة سوف تسعى لهذا
المركز دون حق ، هم بنو امية اما الآخرون فقالوا ان طيف الرسول كطيفهم لا
اثر له ، و حقيقة الأمر انه يختلف تماما، و نبي الله ابراهيم اراد ان يذبح ابنه
بسبب رؤيا .
" قال يا بني انى ارى في المنام اني اذبحك " فقال له ابنه نبي الله
اسماعيل " قال يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني إنشاء الله من الشاكرين "
و هكذا كانت رؤيا الانبياء وحيا .
من هنا جاء في الحديث ان ذلك رؤيا رآه النبي في منامه ، ان قردة تصعد
منبره و تنزل فساءه ذلك و اغتم به .
روى سهل ابن سعيد عن ابيه فقال : ( ان النبي (ص) رأى ذلك و قال انه (ص)
لم يستجمع بعد ذلك ضاحكا حتى مات ) .
و روى سعيد ابن يسار و هو المروي عن ابي جعفر و ابي عبد الله ( و قالوا
على هذا التأويل ان الشجرة الملعونة في القرآن هي بنو امية اخبره الله
سبحانه و تعالى بتغلبهم على مقامه و قتلهم ذريته ) .
و روي عن المنهال ابن عمر قال : دخلـــت على علي بن الحسين عليهما
السلام فقلت له : كيف اصبحت يا ابن رسول الله (ص) .
قال : ( اصبحنا و الله بمنزلة بني اسرائيل من آل فرعون ، يذبحون ابناءهم و
يستحيون نساءهم و اصبح خير البرية بعد رسول الله ، يلعن على المنابر ،
و اصبح من يحبنا منقوصا حقه بحبه ايانا ) .
و قيل للحسن البصري : يا ابا سعيد قتل الحسين ابن علي .
فبكى حتى اختلج جنباه ( اي تحرك كتفاه ) ثم قال : واذلاه لامة قتل
ابن دعيها ابن بنت نبيها .