انا مش مجنونة حتى الان
فى فترة من الفترات.. يا صبيان ويا بنات.. قررت مستشفى المجانين أن تغلق أبوابها وأن تسرح مرضاها.. ومش فاكرة ليه.. لكن فاكرة
كويس قوى شكل المجانين الذين انطلقوا فى الشوارع بملابسهم الرثة المقطعة ومنظرهم اللى يصعب ع الكافر.. فقد شعروا فجأة بالحرية،
بعد ما كانوا محبوسين تحت رحمة التمرجية والدكاترة المفترية.. وكانوا يأكلون بالصدفة ويتم صعقهم بالكهرباء بانتظام.. محرومون من
رؤية الناس.. قرايب كانوا أو وفوداً حضرت للفرجة عليهم أو تصويرهم.. ذلك الشعور الذى سرعان ما انقلب إلى ندم شديد لهؤلاء الذين كانوا
يحتفظون بقليل من المخ.. وعدم فهم للذين اتلحس مخهم عن بكرة أبيه.. فقد انطلقوا فى الشوارع يتنفسون نسيم الحرية.. وينظرون إلى
الناس محاولين التحدث معهم أو لمسهم.. مما كان يصيب الناس بالفزع ويدفعهم للقفز بعيداً وسبهم إن ماطالوش حجر م الأرض وطوحوه فى
وشهم.. شوية شوية جاعوا وعطشوا .. فلم يجدوا ما يأكلونه أو يشربونه..
ولكن رحبت بهم شوارع البلد كلها وبما أنهم انتشروا فى الشوارع فقد تفرقوا.. ولم يعودوا يجدون بعضهم البعض للفضفضة أو التعبير عن
مشاعرهم أو، على أقل تقدير، التهييس.. فبدأوا يتحدثون.. ومعروف أن نسبة كبيرة من الفاقدين لعقلهم يبرعون فى الرغى والخطابة زى العبدة لله الفقيرة الى الله
وكذلك استخدام أطرافهم فى التعبير عما يقولون.لكن انا لسة ما وصلتش للحالة دى
? وأذكر أننى صادفت منهم الكثيرين.. ووقفت أمامهم أستمع لما يقولون.. واعمل فيها مثقفة أو مفكرة وأقترب لأتجاذب أطراف الحديث..
اعتبرت نفسى مذيعة وفيه كاميرا لازقة فى قفايا.. ولكن كانت النتائج دائماً غير سارة.. يا إما الراجل بيزقلنى بطوبة.. أو يأتى فعلاً خادشاً
للحياء بأن يبلغ به الأسى مبلغه فيقوم فجأة وعلى حين غرة قالع ملط.. فارقع بالصوت الحيانى واطلع أجرى والراجل يقلع ورايا وهو بيسمعنى م
المنقى خيار..
? بيقول إيه بقى؟.. كلام يعجز العقلاء عن قوله.. رغم أنهم يدركونه جيدا.. وفى الغالب يكون هو سبب أزمته وهو الدافع الأساسى لحبسه
وراء الجدران المبطنة.. فهو إما ضحية غدر إنسانى أو غباء وجهل أو ظروف قهرية.. أو ضحية نظام غبى وحمار اضطر أن يتعامل معه
فقاده إلى الجنون..
العاقل والمجنون فى هذه الحالة واجها الظرف نفسه.. كل الفرق أن المجنون إنسان هش لم يتحمل كل تلك الصدمات زي ما احنا مستحملين وساكتين فطار صوابه واتهبل
ومخه اتلحس.. أما العاقل اللى هوة زينا فهو البعيد جبلة وجلده تخين حبتين مثل جلد الخراتيت يعنى مش بيحس
.. ويتمتع المجنون بميزة إنه بيبعبع ويهجص ويشوح ويشتم..
بس لأنه مجنون فهو لا يدرك هذه الميزة.. بل إنه يتمتع بميزة أهم.. هى أنه يستطيع أثناء البعبعة والشردحة أن يذكر أسماء ويتهم
أشخاصاً بعينهم ممن كانوا السبب فى لوثته..
أما العاقل اللى زينا بعد الشرهو التنح اللى مش بيحس وما عندوش مشاعر فهو يحمل آلة حاسبة فى نافوخه.. يتلقى الصدمة فيهضمها ويحولها إلى معلومات ويحسبها ويوزنها ويضع علم الاحتمالات كل الاحتمالات
أمامه.. لو انفعل وقال وبعبع وانفلت عياره.. حايتودر ويتعلق ويتنفخ ويتقلم عليه بالقلم.. فما بالك به إذا تهور ونطق باسم أو أشار إلى
شخص بعينه.. ده حايتحلقله حلقة البرابرة ويتقمر عالنار زى الرغيف الناشف.. وبالتالى فهو يكتم ويكظم ويورم ويبقلل.. وبما أنه عاقل فهو
يملك القدرة على التظاهر بالحكمة والتؤدة والتقل والتسامح.
وانا مش عارفة ح نلاقيها منين ولا منين علشان تعمل نفسك عاقل لازم تستحمل رزالة اللى حواليك ومهما حصل لك من مناغصات استحمل احسن يقولوا عليك مجنون
ولكننى اعتقد ان الجنون نعمة
ولم لا
لان المجنون لا يقرا جرايد
ويشوف الاخبار كل يوم ويلاقى فيها حاجات تفور الدم
وكذلك لا يدخل منتديات ليستعرض عضلاتة على اللى حوالية وشاغل نفسة بهموم الدنيا وفى الاخر ما يلاقيش نتيجة
اللهم الا شوية تعليقات ممكن تكون كويسة فيفرح زينا وممكن تكون نقد لازع فيفور دمة فى كل لحظة
يبقى بالذمة مش المجانين فى نعيم
? وضعت نفسى فى مجموعة العقلاء.. مانا عاقلة ورزينة وزينة الصبايا.. كلى حكمة وموعظة وراسية.. أزن الكلمة قبل أن أنطقها بميزان
الدهب.. وأفكر جيداً رايحة فين وحاتدق مرساها على أى مينا.. وحاتسمع عند مين وإيه رد فعل اللى حايسمعها.. ومن يملك مفتاح النور
والضلمة.. كده يطفى ويعتمها وكده يولعها ويحرق مراكبها.وكدة نطنش على اللى بيحصل حوالينا. وحينما أريد أن أطول لسانى.. ألعب لعبة تدربنا عليها كثيراً.. كيف أعزف
على الوتر دون أن أمس الآلة.. هو إحنا ناقصين قضايا وبلاوى؟.. ماهو الواحد ما بيطولش لسانه إلا على شخص عايز قطع رقبته.. بس
البواخة بقى إن الشخص ده غالبا بيبقى طايل وواصل ومعاه كل الأكباس والفيوزات.
وعلشان ما طولش لسانى اغمض عينى للحظات ثم اعد 12345واستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وافتح عينى الاقى نفسى نسيت الموضوع اللى كان منرفزنى
? ولكنى لست وحدى.. ماهو العقلاء أكتر م المجانين.. بل نحن نشكل الأغلبية.. بدليل إن ما حدش حجزنا لسه.. وكنا فى الزمانات نشكو
ونتحدث فى مواضيع محددة.. يعنى نعيش ناكل ونشرب ونتعلم ونتخرج ونتنقل ونعمل ونحب ونتجوز ونخلف.. وأحيانا نشكو.. فتبقى
الشكوى لها معنى.. تلفت النظر والمشكو إليه يطقطق ببقه ويقول يا خبر ابيض لا مايصحش كده أبدا.. ادينى فرصة وانا احلها.. أما الآن..
فنحن نشكو من كل حاجة.. لأن كل حاجة باظت.. الأكل والشرب والتعليم والسكن والجواز والخلفة والصحة.. وأصبحنا نعانى من الشوارع
والمرور والدخل والضرايب والرشوة والواسطة والتطرف والتفرقة العنصرية والتحرش الجنسى وتزوير الانتخابات وكل حاجة.كل حاجة مش كويسة تلاقيها موجودة عند العرب
? ولذلك بدأ صوتنا يعلو.. إفتح كل الجرايد.. كل التليفزيونات.. كل الإذاعات.. كل المدونات. كل المنتديات. ستجد الجميع يرغى ويزبد.. يتحدث بلا توقف..
يشكو بلا هوادة.. الأول كان فى شكل نميمة وأحاديث جانبية.. ثم فى مقالات.. ثم فى كل الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة.. ثم فى
الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات.. ثم بدأ الصوت يعلو.. ابتدينا نزعق.. وفى طريقنا للجعير. ولكن اية النتيجة
? وبما أننا كلنا فى حالة من الهبل.. أرانا بدأنا نهيم على وجهنا فى الشوارع.. ماشيين تايهين مش عارفين رايحين على فين.. والعلة كل
العلة إننا مع كل هذا الزعيق والجعير والشكوى التى لا تسكت ولا تتوقف.. لا نرى حلا.. لا نتحدث إلى شخص بعينه.. لا يعدنا أحد بشىء
حقيقى.. أو نسمع وعودا ولكننا لا نصدقها.
? أرانا نتبادل الأماكن مع المجانين اللى سرحوهم.. يا نهار اسود.. ممكن تيجى لحظة والشعوب كلها تعمل عملة الراجل المجنون اللى جريت
منه فى الشارع.
الهدف من الموضوع
إخواني في الله..
انظروا الى حال المرضى لتحمدوا الله على نعمة الصحه التي انتم فيها
وحال الفقراء لتحمدوا الله على النعم التي انعم بها عليكم
وحال المعاقين لتحمدوا الله على ماانتم فيه من نعم
وحال المساجين لتحمدوا الله على نعمة الحريه التي انتم فيها
على الاقل انت تعرف تكتب فى المنتديات وتشوف تعليق زملائك وتبتسم او يفور دمك
ماهو فوران الدم برضة نعمة
فقولوا دائما : الحمد لله ..