الدرة الثانية أين أنتِ من الصلاة ؟!!
أختي الغالية ، من الاعماق أهديك شجون الأخوة ، ومن الأخوة أهديك سلام الوّد ،
ووالله أني أحمل لك كل معاني الاخوة الصادقة ، كيف لا ، والله يقول
(( إنما المؤمنون أخوة ))
فإذا ضاق الصدر ، وصعب الامر ، وكثر المكر ، واذا أظلمت في وجهكِ الايام ،
واختلفت الليالي ، وتغير الاصحاب ، فعليكِ بالصلاة ....
أختي الغالية ، لعل من الاصوات الجميلة التي تخرق أسماع آذاننا في كل يوم
خمس مرات دون ملل أو كلل
ذلك الصوت الذي لطالما سمعناه دون تدبر ،
يقول ( ... وكأني أول مرّة في حياتي التي عشتها ، ومن عمري الذي مضى
منه أربعين عاما ، أسمع ذلك الصوت وهو يشق طريقه في سكون الليل
الهادئ ليعانق نجوم السماء ، ويرفع معه دموع الباكين من خشية الله ،
لتستقر في جوار الله تشفع لصاحبها بإذن ربها ... )
نعم صوت المؤذن الهادئ ، وهو ينادي " حيّ على الصلاة ، حي ّعلى الفلاح "
صوت يحمل في رياحه عبق الذكريات ، فكأنما " بلال " يصعد على ظهر الكعبة
لينادي المسلمين الى الصلاة ...
أختي المسلمة ، هداكِ الله ، أليس لكِ في رسول الله أسوةً حسنة ؟
ألا تبصرين اذا أصابه همّ أو ألمّ به تعب
قال " أرحنا بها يا بلال " نعم فهو القائل عليه أفضل الصلاة والسلام "
جُعلت قرّة عيني في الصلاة " .
من أعظم النعم على المسلمين هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة ،
فهي كفارة لذنوبنا ، ورفع لدرجاتنا عند ربنا ،
ثم انها علاج عظيم لمآسينا ودواء ناجع لأمراضنا ،
ألا تشاهدين أؤلئك الذين تركوا الصلاة
كيف تسير حياتهم ؟!
فهي من نكد الى نكد ، ومن همّ الى غمّ الى ما هو أسوأ ، ومن شقاء الى
شقاء ... ( فتعساً لهم وأضل أعمالهم ) .
اعلمي هداني الله واياكِ ، بقدر ايمانكِ قوةً وضعفاً ، حرارة وبرودةً ،
تكون سعادتك وراحتك وطمأنينتك ...
( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ،
ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ولا تكون الحياة الطيبة ،
إلا باستقرار النفوس بِحُسْنِ مَوعود الله ، وثبات القلوب على حب الله ،
وطهارة الضمائر من الانحراف والضلال ، والصبر امام الحوادث والكوارث ،
ابتغاءً لوجه الله ، والرضى بالقضاء والقدر خيره وشره ،
وبداية هذا كله الشهادتان ثم الصلاة ثم ....
فكانت الصلاة بحق عمود الدين " فمن أقامها أقام الدين "
فحافظي على الصلاة في وقتها فانها احب الاعمال
الى الله تعالى ، وأول ما يسأل العبد عنها فان صلحت صلح سائر عمله
وإلا فلا !! ومن حافظ عليها حفظه الله ، ومن ضيعها ضيعه الله ...
وكما جاء في الحديث الصحيح : ( أي الاعمال أحب عند الله ؟
قال r : الصلاة على وقتها ،
قيل ثم أي ؟
قال : ثم بر الوالدين ،
قيل ثم أي ؟
قال : ثم الجهاد في سبيل الله )
فالصلاة اكبر عون على تحصيل مصالح الدينا والآخرة ،
ودفع مفاسدهما ،، فهي دافعة للظلم ، وناصرة المظلوم ،
وقامعة للشهوات ، وحافظة للنعمة ، ودافعة للنقمة ،
ومنزلة للرحمة ، وكاشفة للغمة ... فلعمر الله هذا هو الحل لأزمات الناس
ومشاكلهم وهو الشفاء لأمراضهم وعللهم ، لكن "
الناس سكارى وما هم بسكارى "
ولم يوفق اليه الا القليل ، نسأله تعالى ان نكوني ممن وُفَّـق اليه .
الحذر كل الحذر من التهاون فيها او تأخيرها عن وقتها أو تأديتها مجاملة أو خوفاً
من أحد فهذا استهزاء بالله ، وخداع للنفس ،
وقد قال تعالى ( فويل للمصلين ، الذين هم عن صلاتهم ساهون ) .
هذا لمن أخرها ، فكيف بمن تركها ؟!
قال تعالى
( ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين ... )
فاتق الله ، وعودي اليه عسى أن تتدارككِ منه رحمه ،
وتنالي منه مغفرة .
فهيا بنا سوياً الى رياض النعيم ، الى رب غفار رحيم ، هيا بنا الى مناجاة رب
العرش العظيم ، فهيا توضئي واذهبي الى مصلاك لتقفي بين يدي ّ العزيز الغفار ،
(غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ، ذي الطول
لا اله الا هو اليه المصير ) سورة غافر .