تاريخ التسجيل : 12/12/2010عدد المساهمات : 900نقاط : 27841 التقيم : 0الدوله : صوره للوسمهتاريخ الميلاد : 23/08/1977العمر : 47
موضوع: عندما تسكت شهر زاد الجمعة 17 ديسمبر - 6:56:14
عندما تسكت شهرزاد
كثيراً ما أفكر فى القصص الشهيره ..ألف ليله و ليله.. كم أجد أن شهريار هذا محظوظ بوجود شهرزاد التى تحكى له كل ليله حكايه جديده و غريبه، عن بلاد بعيده و عوالم مختلفه من الأنس و الجن، مغامرات مثيره فى البر و البحر و حتى فى الجو، حيوانات و طيور من كل الأنواع و الأحجام. ولكنى هنا ساحكى لكم قصة جديدة من ليالى الف ليلة وليلة ولكنى اسردها لكم بلغة اليوم فى القرن الواحد والعشرون لتعرفوا الفرق بين اليوم والامس وربنا يحنن قلب شهر يار علينا وما يحصلش ما لا يحمد عقباة قال الراوي : يا ساده يا كرام صلوا على خير الأنام .. ... في ليله من ليالي الزمهرير .. إنشكح شهريار على السرير .. وأخذت شهرزاد مكانها .. لتحكي له قصه من قصصها .. وقبل أن تبدأ بالكلام .. قال لها النشمي شهريار : .. حدثيني يا شهرزاد .. بحديث لم يسبق أن تحدثتي به .. لا مملاَ يبعث على التثاؤب .. ولا تستعيري ضمير الغائب .. أريده من الغرائب .. قالت شهرزاد : أمــــر مولاي السلطان .. سأقص عليك قصه .. بها غصه .. من بلاد النهروان .. التي تقع بالقرب من أذربيجان .. شهريار : إذا كانت ممله .. سأعطيك مهله وإلا سأقتلك شر قتله .. و تبدأ الحكايات فتعتدل شهرزاد فى مجلسها و تقول جملتها الشهيره... بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد.. بلغنى يا مولاى أنه فى يوم من الأيام، فى بلاد بعيده ، قديمه و عريقه، كانت ذات يوم حضاره كبيره، كان يعيش مواطن غلبان أسمه كحيان، و يعمل موظفاً فى الديوان، و راتبه من الجنيهات مئتان، لديه زوجه و لديه من العيال إثنان. و ذات يوم ذهب كحيان لشراء الطعام، و بينما هو يمشى فى الأسواق و يشاهد الأسعار و تلعب به الأفكار..إذا به يقف أمام دكان الجزار..و راودته الأحلام فرأى نفسه يأكل قطعه من اللحم مع قليل من الخضار..فلعبت به الظنون و الأهواء، وسولت له نفسه الإقتراب، فتحركت قدماه نحو دكان الجزار، و عيناه تلمعان كجمرتان من النار.. حتى بلغ باب الدكان، و يداه فى جيوبه تبحثان، فلم يجد بهما سوى جنيهان..فنظر نظره إلى الأسعار، فشعر بلفحه من النار، وقال.. تسعون..مائه ..مئتان.. يا إلهى من أين لى مثل هذه الأموال. و تسمرت قدماه، و تحجرت عيناه، و عاد إلى الوراء، و أنطلق فى الطرقات، تملئه الحسرات، و من عيونه تساقطت عبرات، مش مهم ناكل لحوم البركة فى الفراخ والسمك والسردين وعلى الكريم متوكلين و.. و صاح الديك.. ..يا إلهى .. حمداً لله أن صاح هذا الديك ليرحمنى من هذه المأساه..يبدو أن حكاياتى مع شهرزاد الجديده هذه ليست مبشره على الأطلاق..ها هى تتثائب و الحمد لله يبدو أنها تشعر بالنعاس أرجو من الله أن تقول ما أتمنى سماعه.. تتنهد شهرزاد و تقول فى صوت خافت ..فلنكمل غداً يا مولاى. و هنا أدرك شهرزاد الصباح...فسكتت عن الكلام المباح..[/size]