موضوع: كن زاهدا فى الدنيا فهى دار سفر لا دار اقامة الجمعة 24 ديسمبر - 21:55:59
كن زاهدا فى الدنيا فهى دار سفر لا دار اقامة !!
**ازهد فى الدنيا فهى مزرعة الاخرة ::
إن الدنيا دار سفر لا دار إقامة، ومنزل عبور لا موطن حبور، فينبغي للمؤمن أن يكون فيها على جناح سفر، يهيئ زاده ومتاعه للرحيل المحتوم. فالسعيد من اتخذ لهذا السفر زاداً يبلغه إلى رضوان الله تعالى والفوز بالجنة والنجاة من النار. إنما الدنيا إلى الجنة والنـــــار طريق *** والليالي متجر الإنسان والأيام سوق
**الـــز هـــــد فــى الـــد نـــيــــا ...
تعددت عبارات السلف في تعريف الزهد في الدنيا و كلها تدور على عدم الرغبة فيها وخلو القلب من التعلق بها. قال الإمام أحمد: الزهد في الدنيا: قصر الأمل. وقال عبدالواحد بن زيد: الزهد في الدينار والدرهم. وسئل الجنيد عن الزهد فقال: استصغار الدنيا، ومحو آثارها من القلب. وقال أبو سليمان الداراني: الزهد: ترك ما يشغل عن الله. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة، واستحسنه ابن القيم جداً. قال ابن القيم: والذي أجمع عليه العارفون: أن الزهد سفر القلب من وطن الدنيا، وأخذ في منازل الآخرة !!. فأين المسافرون بقلوبهم إلى الله؟ أين المشمرون إلى المنازل الرفيعة والدرجات العالية؟ أين عشاق الجنان وطلاب الآخرة؟
أما أحاديث النبي التي رغبت في الزهد في الدنيا والتقلل منها والعزوف عنها فهي كثيرة منها: 1ـ قول النبي لابن عمر رضي الله عنهما: { كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل } [رواه البخاري]. وزاد الترمذي في روايته: { وعد نفسك من أصحاب القبور }. 2ـ وقال النبي : { الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر } [رواه مسلم]. 3ـ وقال مبيناً حقارة الدنيا: { ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع } [رواه مسلم]. 4ـ وقال : { مالي وللدنيا،إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال ـ أي نام ـ في ظل شجرة، في يوم صائف، ثم راح وتركها } [رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح]. 5ـ وقال : { لوكانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافراً منها شربة ماء } [رواه الترمذي وصححه الألباني]. 6ـ وقال : { ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس } [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]. 7ـ وقال : { اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصاً، ولا يزدادون من الله إلا بعداً } [رواه الحاكم وحسنه الألباني].
** ا هـــمـــيـــة الـــز هــــد .....
إن الزهد في الدنيا ليس من نافلة القول، بل هو أمر لازم لكل من أراد رضوان الله تعالى والفوز بجنته، ويكفي في فضيلته أنه اختيار نبينا محمد وأصحابه، قال ابن القيم رحمه الله: لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا، فإيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد في الإيمان، وإما من فساد في العقل، أو منهما معاً.
**ا قـــــســـــا م الــــز هــــد ......
قال ابن القيم رحمه الله الزهد أقسام: 1ـ زهد في الحرام وهو فرض عين. 2ـ وزهد في الشبهات، وهو بحسب مراتب الشبهة، فإن قويت التحق بالواجب، وإن ضعفت كان مستحباً. 3ـ وزهد في الفضول، وهو زهد فيما لا يعني من الكلام والنظر والسؤال واللقاء وغيره. 4ـ وزهد في الناس. 5ـ وزهد في النفس، بحيث تهون عليه نفسه في الله. 6ـ وزهد جامع لذلك كله، وهو الزهد فيما سوى الله وفي كل ما يشغلك عنه. وأفضل الزهد إخفاء الزهد.. والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع.
**اقـــــو ا ل الـــــســـــلـــف فــى الــــز هــــد ......
قال على بن أبي طالب رضي الله عنه: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل، وقال عيسى بن مريم عليه السلام: اعبروها و لا تعمروها. وقال: من ذا الذي يبني على موج البحر داراَ؟! تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا. وقال عبدالله بن عون: إن من كان قبلنا كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم، وإنكم تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم. قلت: هذا كان في زمان عبدالله بن عون، أما اليوم فإن أكثر الناس قد زهدوا في الآخرة حتى بالفضلة !! **الا ســـبـــا ب الـــمـــعـــيـــنه عـــلــى الــز هــد فـــى الـــد نـــيـــا .....
1ـ النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها ونقصها وخستها ومافي المزاحمة عليها من الغصص والنغص والأنكاد. 2ـ النظر في الآخرة وإقبالها ومجيئها ودوامها وبقائها وشرف ما فيها من الخيرات. 3ـ الإكثار من ذكر الموت والدار الآخرة. 4ـ تشييع الجنائز والتفكر في مصارع الآباء والإخوان وأنهم لم يأخذوا في قبورهم شيئاً من الدنيا ولم يستفيدوا غير العمل الصالح. 5ـ التفرغ للآخرة والإقبال على طاعة الله وإعمار الأوقات بالذكر وتلاوة القرآن. 6ـ إيثار المصالح الدينية على المصالح الدنيوية. 7ـ البذل والإنفاق وكثرة الصدقات. 8ـ ترك مجالس أهل الدنيا والاشتغال بمجالس الآخرة. 9ـ الإقلال من الطعام والشراب والنوم والضحك والمزاح. 10ـ مطالعة أخبار الزاهدين وبخاصة سيرة النبي وأصحابه.
موضوع: رد: كن زاهدا فى الدنيا فهى دار سفر لا دار اقامة السبت 25 ديسمبر - 6:33:28
إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل،
فعلا الدنيا فانيه ويجب علينا جميعا ان نعمل للاخره كانها غدا تسلم ايدك ياسهر في ميزان حسناتك