حديث موضوع في أصل التحيات أنها اسم طائر في الجنة
السؤال : ما صحة هذا القول : التحيات : اسم طائر في الجنة ،
على شجرة اسمها الطيبات ، بجوارها نهر اسمه الصلوات ،
فإذا قال العبد : التحيات لله والصلوات والطيبات نزل الطائر من الشجرة
فانغمس في النهر ، ثم نفض ريشه ، فكل قطرة وقعت منه خلق
الله منها ملك يستغفر له إلى يوم القيامة .
الجواب :
الحمد لله
ليس لهذا الكلام أصل ولا سند عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
فلا تجوز نسبته إلى الشرع ، بل يجب التحذير من مثل هذه الأحاديث
المكذوبة ، وبيان أنها موضوعة لا أصل لها ، وأن كل من يساهم في
نشرها يناله نصيب من الإثم .
وانظر جواب السؤال
هل ذكرت التحيات في قصة المعراج ؟
ما صحة قصة أن لفظ : ( التحيات ) كانت عندما عرج النبي صلى الله عليه
وسلم إلى السماء ، ووصل سدرة المنتهى ، أن الرسول صلى الله عليه
وسلم قال : ( التحيات لله والصلوات والطيبات ، فقال الله : السلام عليك
أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، فقالت الملائكة : السلام علينا وعلى
عباد الله الصالحين ) ، فهذه القصة تدرس للأطفال في المدارس
لتساعدهم على حفظ التحيات ؟
الحمد لله
لا يعرف لهذه القصة أصل ولا سند ، ولم نقف لها على أثر في كتب السنة
الصحيحة ، وقصة المعراج ثابتة بتفاصيلها في صحيحي البخاري ومسلم
وغيرهما ، وليس فيها شيء عن مناسبة ذكر التشهد المعروف في الصلاة ،
وكذلك لم يرد شيء عن هذه القصة حين عَلَّمَ النبي صلى الله عليه وسلم
الصحابة الكرام هذا التشهد .
فقد روى الشيخان : البخاري (6328) ومسلم (402) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود
رضي الله عنه قَالَ : ( كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلَاةِ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ :
إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ ، فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَقُلْ : التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ
وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى
عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ . - فَإِذَا قَالَهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
- أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنْ
الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ ) .
وغاية ما وقفنا عليه في هذه القصة :
ما تنقله بعض كتب التفسير عند قوله تعالى : ( سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ )
يّـس /58 ، فقالوا : " يشير إلى السلام الذي سلمه الله على حبيبه عليه
السلام ليلة المعراج إذ قال له : " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله
وبركاته " ، فقال في قبول السلام : " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين "
انتهى . انظر "روح المعاني" للآلوسي" (3/38) .
وما يذكره بعض شراح السنة عند الكلام على حديث التشهد ،
ذكره بدر الدين العيني في "شرح سنن أبي داود" (4/238) ،
ونقله الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" عن ابن الملك ،
وكذلك تذكره هذه القصة في بعض كتب الفقه ، مثل حاشية "
تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق" (1/121) ،
وفي بعض كتب الصوفية كالقسطلاني والشعراني .
وجميع ذلك ذكر معلق غير مسند ، فلا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه
وسلم ، كما لا يجوز تعليمه الأولاد الصغار ، لأنه لا يعرف له أصل صحيح عن
النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد اتفق أهل العلم على حرمة رواية الأحاديث
الموضوعة إلا على سبيل التكذيب والتحذير.
والله أعلم .