عجبني هذا التحقيق على موقع العربية
فأردت نقله لكم
"سنوات القمع تضع الشرطة المصرية في تحدٍّ لتغيير صورتها "
"الشرطة في خدمة الشعب"، "الشرطة والشعب يد واحدة"، "إيدي في إيدك نعيد الأمان لبلدنا".. هي شعارات رفعها على مدى اليومين الأخيرين عشرات الآلاف من ضباط وأمناء وجنود الشرطة المصرية على اختلاف رتبهم ودرجاتهم في تظاهرات طافت ميدان التحرير ومختلف المدن المصرية في محاولة لفتح صفحة جديدة مع الشعب لترميم العلاقة التي ازدادت تصدعاً بعد ثورة 25 يناير، ولتحسين الصورة السيئة التي توطدت على مدى عدة عقود.
إلا أن عقوداً متواصلة من الإذلال والقهر والتعذيب والفساد والرشوة والمحسوبية.. لا يمكن أن تختفي وتزول فجأة بمجموعة من التظاهرات من جانب رجال الشرطة، أو بمجموعة من الشعارات، أو رسائل نصية ترسلها وزارة الداخلية لهواتف المواطنين تؤكد فيها على حُسن معاملة المواطنين.
فبحسب العديد من الخبراء الذين سألتهم "العربية.نت" هناك جيل كامل من الضباط من مختلف الرتب تربوا وتلقوا تعليمهم الأكاديمي القائم على ثقافة الترويع والامتهان وإهدار آدمية المواطن، حتى إن الضابط الذي كان يتمتع بقدر من الإنسانية والآدمية في تعامله مع المواطنين كان يُنظر إليه من قبل رؤسائه نظرة استهزاء، وعادة ما توكل إليه أعمال إدارية، أو تتأخر ترقيته.
وأشاروا إلى ضرورة إعادة بناء جهاز الشرطة على أسس علمية وسلوكية ومهنية، تمحو تماما نظرة الغرور والغطرسة التي يتعامل بها رجال الشرطة مع الشعب، وأن يعلموا أنهم ليسوا أسياده كما هو الحال طوال السنوات السابقة، بل موظفين مهمتهم السهر على أمنه باعتبارهم يتقاضون رواتبهم من الضرائب التي يدفعها الشعب.
وشدد الخبراء على ضرورة إعداد أفراد الأمن جيدا وتوعيتهم بحقوق الإنسان، ورفع أجورهم حتى يركزون في مهمتهم دون تقصير، كما طالبوا بتغيير زي قوات الأمن المركزي "الأسود" بعد الأحداث الأخيرة، حيث تسبب في حاجز نفسي لدى المواطنين بعد سقوط 312 ضحية.
حماية الشعب لا النظام
إلى ذلك، أكد العميد عبدالصمد سكر، أستاذ القانون الجنائي والخبير الأمني والمتحدث باسم أكثر من 15 ألف ضابط وأمين ومندوب وفرد شرطة، كانوا قد قاموا بمسيرة سلمية لإعادة بناء الثقة، أنه مع البناء الأخلاقي والعلمي والمهني لرجال الشرطة ومع تطبيق مبدأ الثواب والعقاب بمنتهى الشفافية على كبار الضباط قبل صغارهم. مضيفا أنه ينبغي من جانب آخر تحسين الأحوال المعيشية لضباط وجنود الشرطة، مادياً برفع رواتبهم للحد الذي يضمن لهم حياة كريمة لا تُضطرهم إلى تقاضي رشوة أو الابتزاز. ومعنوياً بتحقيق الاستقرار الأسري.
وأضاف أن رجال الشرطة بطبعهم ليسو آلات قهر وتعذيب منزوعة الرحمة والإنسانية، لكنهم يضطرون في بعض الأحيان لهذه التجاوزات بتعليمات من رؤسائهم بدعاوى حفظ الأمن وهيبة النظام.
وأشار إلى أن رجل الشرطة يعاني من العديد من الضغوط النفسية والاجتماعية والمهنية بسبب طبيعة عمله، موضحاً أن هناك عشرات الآلاف من رجال الشرطة لم يحصلوا على إجازات منذ نهاية العام الماضي، بسبب الأحداث الأخيرة التي بدأت بحادث كنيسة القديسين بالإسكندرية والتي ألغيت على إثرها إجازات الضباط، وصولاً إلى أحداث ثورة 25 يناير التي كان صغار ضباط وجنود الشرطة هم ضحاياها الأساسيون، خاصة بعد الهجمات التي وقعت عليهم من جانب الأشقاء.
وطالب في هذا الصدد بألا يتم تصدير كل مشكلات الدولة بوزاراتها المختلفة إلى وزارة الداخلية، وأن تعود الشرطة إلى دورها الطبيعي في حماية الشعب وليس حماية النظام، ودعا أخيراً مسؤولي الوزارة إلى محاكاة موقف "الجيش" خلال الأزمة الأخيرة، حيث التزم الحياد ولم يجامل النظام على حساب الشعب.
البداية من الصفر
وأكد د. أحمد المهدي، أستاذ علم النفس، ضرورة الاهتمام بالناحية السلوكية لرجل الشرطة عبر عملية إعادة تأهيله من الصفر، فقبل التحاقه بكلية الشرطة يجب أن يخضع لاختبارات نفسية واجتماعية حقيقية تبين طبيعة منهجه السلوكي وانفعالاته النفسية، ومدى نزوعه إلى العنف، وطبيعة نشأته الاجتماعية، وهل تعرض لأعراض نفسية واجتماعية أثرت على شخصيته كالتفكك الأسري على سبيل المثال حتى لا ينعكس على أدائه فيما بعد.
وشدد أيضا على ضرورة اختيار الطالب المتقدم لكلية الشرطة بحيادية تامة، بعيداً عن الممارسات السابقة كالواسطة أو دفع رشى لاجتياز الاختبارات، مبرراً ذلك بأنه إذا كانت بداية الطالب بجهاز الشرطة هي الواسطة أو الرشوة، فما الذي يُنتظر منه بعد أن يصبح ضابطاً.
وأوضح أهمية تنمية الوازع الديني لدى رجل الشرطة لتدعيم القيم الأخلاقية، مؤكدا أنه حتى في ظل النظام السابق الذي عرف بالنظام البوليسي كان هناك العديد من رجال الشرطة الشرفاء.
وأنهى حديثه مؤكداً: المهمة صعبة، لكنها أبدا ليست مستحيلة، فقط تنقصها الإرادة، والقيادة الجادة الراغبة حقاً في الإصلاح، وفتح صفحة جديدة تؤكد فعلاً وقولاً أن الشرطة والشعب يد واحدة".
تعليق
بالاضافة الى ما سبق في التحقيق
لابد من محاسبة كل من تورط في قتل
شهداء ثورة 25 يناير سواء كان ضباط كبار او صغار
و خصوصا أن القصص في مناطق عديدة معروفة
مثل السويس و قسم شرطة الرمل ثان في الاسكندرية
و منطقتي حدائق القبة و المطرية في القاهرة و غيرها
مع اعادة هيكلة الجهاز الحالي بالتحقيق مع الفاسدين
فيه سواء الفاسد كان صغيرا او كبيرا