الثورة الكبرى في البحيرة الثورة الكبرى في البحيرة
أحس الجنرال مينو بالخطر قبل أن تهب العاصفة فبعث الى نابليون بتاريخ 15 فبراير يقول:[بدأنا نشعر باختمار فكرة الثورة في البلاد المجاورة لرشيد و اخذ أهالي بعض القرى الثائرة يهددون الملاحة في النيل ].
وقد كان نابليون انشأ ديوان القاهرة وكان الشيخ الشبراخيتي و الشيخ الدمنهوري بالنيابة عن إقليم البحيرة في هذا الديوان إلا أن ذلك لم يحد فكرة الثورة. ص109
فلما كان شهر مارس كانت الثورات الأهلية قد اشتعلت نيرانه في الإسكندرية و رشيد و ما حولهما (على ضفتي النيل قرب رشيد:برنبال و مطوبس و كفر شباس عمير و القنى و السعدة ).
و في ابريل سنة 1799 اشتد اوار الثورة في البحيرة على اثر ظهور مجاهد مغربي (اليه ينسب مسجد ابو عبد الله في شارع ابو عبدالله الشهير بدمنهور) أخذ يحض الناس على الجهاد ضد الفرنسيين أعداء الله فالتف حوله أولاد علي والهنادى(قبائل عربية كانت تسكن البحيرة)و الفلاحون من جميع القرى و زحف بالمجاهدين حتى وصل الى دمنهور يوم 25 أبريل 1799 و كانت حاميتها بقيادة مارتان فانقض المجاهدون على رجاله حتى أفنوهم.
كثرت عمليات الجهاد بعد هذا النصر و مرت دورية الكولونيل لوفيفر لجباية و تحصيل الغرامات فوصلت الى دمنهور بعد انكسار حاميتها ثم ولت وجهها شطر الرحمانية أقامت عند قلعة الفرنسيين في المكان الذي تبدأ منه ترعة الإسكندرية،و انتظر المدد من الإسكندرية فوافته قوة على رأسها (ريدون) فالتقت بجموع المجاهدين البحراوية قبل الرحمانية و دام القتال بينهم خمس ساعات انسحب بعدها ريدون فعهد الى (مارمون) بانقاذ الفرنسيين في الرحمانية فترك في رشيد حامية كافية لقمع الثورات ثم سار الى الرحمانية .
و في 3 مايو من نفس العام التحمت القوات الفرنسية في قتال مع المغربي و جموعه عند سنهور القريبة من دمنهور و كانت – وفقا للمصادر الفرنسية – معركة شديدة الهول ،لان المغربي كان يقود جيشا من المجاهدين المتطوعين غير النظاميين قوامه خمسة عشر آلفا من المشاة واربعة آلاف من الفرسان من المتطوعين كلهم من الفلاحين والمشايخ والأعيان و عرب البحيرة و لم يكن فيهم أحد من المماليك ،و استمرت المعركة سبع ساعات حتى ارخى الليل سدوله و كان مع المجاهدين مدفع غنموه من الفرنسيين في معركة دمنهور ظلوا يستعملوه ضد الفرنسيين فيحصدهم حصدا ( مدفع واحد في أيدي المجاهدين غير المدربين يزلزل عشرات المدافع في جيش القائد الأسطورة نابليون بونابرت فسبحان الله مالك الملك يعز أولياءه ويذل أعداءه )، و ارتبك القائد الفرنسي لوفيفر وأوشك على الانسحاب من المعركة و الارتداد من سنهور الى الرحمانية فلم يرى بدا من اقتحام صفوف المجاهدين حتى خرج من هذه المجازفة و قد تكبد اكبر الخسائر من جرائها كما منَّ الله على المجاهدين بان اتخذ منهم ألفي شهيد كان منهم الشيخ عبد الله الشوربجي و عبد الله باش من مشايخ دمنهور المجاهدة المنسية كما استشهد مراد عبد الله شيخ عرب الهنادي.
و كتب الله النصر للمجاهدين و ارتد الفرنسيون الى الرحمانية فقصد اليهم المجاهدون يتبعون أثرهم فلما رأوا انهم في موقع منيع عادوا الى دمنهور و جعل منها الشيخ المغربي مقر قيادته.
فيا للحسرة و الآسي حين يتشدق جاهل بغير علم و يفتي بان هذا الشعب ميت لا أمل فيه متجاهلا التاريخ و أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم- الذي قال عن الشعب المصري انهم في رباط الى يوم القيامة و انهم خير أجناد الأرض وان أرضهم أرضا مباركة و أن نيلهم ينبع من الجنة –مما يجعل ذلك المتشدق بغير علم خادما للصهيونية بغير اجر يزرع اليأس في النفوس و يبغض للمصريين أنفسهم و هو لا يعلم أن من يبغض نفسه واصله يهوي به الشيطان في مكان سحيق و سبحان القائل في كتابه العزيز على لسان نبيه يعقوب
(انه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون)
اما آن الأوان أن نتقي الله في حصاد ألسنتنا و أن لا نقول الكلمة لا نلقي لها بالا كما حذرنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وان لا نكون امعات نردد كالببغاوات آراء الغير الذي قد يكون رأيه صادرا-لو افترضنا حسن النية – عن اجتهاد خاطئ فيثاب هو و نأثم نحن ، و إني لأعجب من رجل يتحرج من غيبة شخص فيبهت شعب بكل أجياله على مر التاريخ السابق منهم و اللاحق و الغريب ان البعض يتجرأ على ذلك و هو لا يعلم أن اصغر حاره في مدينته التي يقيم بها رويت بدماء العشرات من الشهداء في فترة يصفها المؤرخون بأنها من أحط فترات التاريخ المصري فما بالنا بفترات السمو
أفلا سكتت السنة الجهلاء أنصتت أذنهم و تابت قلوبهم و وعيت عقولهم وفهموا ما هو آت :
المجزرة
اضغط هنا