بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أجمع العلماء على كفر من ترك الصلاة جحودا لها أو استخفافا واستهزءا بشأنها، واختلفوا فيمن تركها تكاسلا فجمهور الفقهاء على فسقه وأن يوكل أمره إلى الله، والإمام أحمد وعدد من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم على كفره.
وواجب المجتمع نحو تارك الصلاة هو الدعوة بالحسنى أولا فإن لم تنفع معه الموعظة والدعوة فعلى المجتمع مقاطعته حتى يعود إلى رشده ويئوب إلى وعيه، فلا يزوج ولا يوظف عند أحد من المسلمين، وليقاطع حتى يعرف خطورة ما هو عليه من تركه لفرض من فرائض الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة .
ما الرأي في إنسان عينته هيئة أو مؤسسة لأداء وظيفة محددة، يتقاضى منها راتبه، ويكون مسئولاً عنها، ولكنه لم يؤد حق الوظيفة عليه، فتخلف عن العمل أيامًا كاملة أو ساعات من أيام، وهو قادر مختار ليس بمريض ولا مقهور ؟.
قد يختلف أعضاء لجنة الرأي في مثل هذا الموظف: فيرى بعضهم أنه أخلّ بالتزاماته الجوهرية نحو عمله، فلا عقوبة له إلا فصله وحرمانه من الوظيفة، ويرى آخرون أن يُجازي بعقوبة أخرى غير الفصل ما دام غير مستخف بالعمل ولا مستهزئ به.
وهذا المثل يوضح لنا موقف أئمة الإسلام في المسلم الذي ترك العبادات عمدًا وبخاصة الصلوات المفروضة اليومية.
فيرى بعضهم أن الوظيفة الأولى للمسلم، بل للإنسان في الحياة، هي عبادة الله وحده، وتركها يعد إخلالاً بعمل المسلم الجوهري، فلهذا لا يستحق هذا اسم الإسلام، ولا الانضواء تحت لوائه . ويؤيد هذا الرأي ما جاء في الحديث الصحيح " بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ". (رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد). "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ". (رواه أحمد وأصحاب السنن).