منتديات سهر كول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سهر كول


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير سورة مريم - الآية: 1 الى الي الايه 10

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هشام عبد الراضى
المراقب العام
المراقب العام
هشام عبد الراضى


معلومات
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
عدد المساهمات : 4289
نقاط : 32421
التقيم التقيم : 9
ذكر
الدوله : مصر

تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة مريم - الآية: 1 الى الي الايه 10   تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Icon_minitimeالأربعاء 1 سبتمبر - 8:28:01

(كهيعص "1")[color=blue]خمسة حروف مقطعة ، تنطق باسم الحرف لا بمسماه، لأن الحرف له اسم وله مسمى ، فمثلا كلمة ( كتب ) مسماها ( كتب ) أما بالاسم فهي كاف ، تاء ، باء . فالاسم هو العلم الذي وضع على اللفظ .
وفي القرآن الكريم سور كثيرة ابتدئت بحروف مقطعة تنطق باسم الحرف لا مسماه ، وهذه الحروف قد تكون حرفا واحدا مثل : ن ، ص ، ق . وقد تكون حرفين مثل : طه ، طس . وقد تكون ثلاثة أحرف مثل : الم ، طسم . وقد تأتى أربعة أحرف مثل : المر . وقد تأتى بخمسة أحرف مثل : كهيعص ، حمعسق .
لذلك نقول : لا بد في تعلم القرآن من السماع ، وإلا فكيف تفرق بين الم في أول البقرة فتنطقها مقطعة وبين

{ألم نشرح لك صدرك "1"}
(سورة الشرح)

فتنطقها موصلة ؟ وصدق الله تعالى حين قال :

{فإذا قرأناه فاتبع قرآنه "18"}
(سورة القيامة)

ونلاحظ في هذه الحروف أنه ينطق بالمسنى المتعلم وغير المتعلم ، أما الاسم فلا ينطق به إلا المتعلم الذي عرف حروف الهجاء . فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم أمياّ لم يجلس إلى معلم ، وهذا بشهادة أعدائه ، فمن الذي علمه هذه الحروف ؟
إذن : فإذا رأيت هذه الحروف المقطعة فاعلم أن الحق سبحانه وتعالى نطق بها بأسماء الحروف ، ونحن نتكلم بمسميات الحروف لا بأسمائها . ثم يقول الحق سبحانه وتعالى[/
color]


عدل سابقا من قبل هشام عبد الراضى في الأربعاء 1 سبتمبر - 9:12:13 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هشام عبد الراضى
المراقب العام
المراقب العام
هشام عبد الراضى


معلومات
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
عدد المساهمات : 4289
نقاط : 32421
التقيم التقيم : 9
ذكر
الدوله : مصر

تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة مريم - الآية: 1 الى الي الايه 10   تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Icon_minitimeالأربعاء 1 سبتمبر - 8:29:32


تفسير سورة مريم - الآية: 2

(ذكر رحمة ربك عبده زكريا "2")
الذكر : له معان متعددة ، فالذكر هو الإخبار بشيء ابتداء ، والحديث عن شيء لم يكن لك به سابق معرفة ، ومنة التذكير بشيء عرفته أولا ، ونريد أن نذكرك به ، كما في قوله تعالى :

{وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين "55"}
(سورة الذاريات)


ويطلق الذكر على القرآن :

{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "9"}
(سورة الحجر)


وفي القرآن أفضل الذكر ، وأصدق الأخبار والأحداث كما يطلق الذكر على كل كتاب سابق من عند الله ، كما جاء في قوله تعالى :

{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "43"}
(سورة النحل)


والذكر هو الصيت والرفعة والشرف ، كما في قوله تعالى :

{وإنه لذكر لك ولقومك .. "44"}
(سورة الزخرف)


وقوله تعالى :

{لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم .. "10" }
(سورة الأنبياء)


أي : فيه صيتكم وشرفكم ، ومن ذلك قولنا : فلان له ذكر في قومه . ومن الذكر ذكر الإنسان لربه بالطاعة والعبادة ، وذكر الله لعبده بالمثوبة والجزاء والرحمة ومن ذلك قوله تعالى

{فاذكروني أذكركم .. "152"}
(سورة البقرة)


ومن قوله تعالى:

{ذكر رحمة ربك .. "2"}
(سورة مريم)


أي : هذا يا محمد خبر زكريا وقصته ورحمة الله به .
والرحمة : هي تجليّات الراحم على المرحوم بما يديم له صلاحه لمهمته ، إذن : فكل راحم ولو من البشر ، وكل مرحوم ولو من البشر ، ماذا يصنع ؟ يعطى غيره شيئا من النصائح تعينه على أداء مهمته على اكمل وجه ، فما بالك إن كانت رحمة الله لخير خلقه محمد ؟
إنها رحمة عامة ورحمة شاملة ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أشرف الأنبياء وأكرمهم وخاتمهم ، فلا وحي ولا رسالة من بعده ، ولا إكمال . إذن فهو أشرف الخلق ، ورحمة كل نبي تأخذ حظها من الحق سبحانه بمقدار مهمته ، ومهمة محمد أكرم المهمات .
وكلمة ( رحمة ) هنا مصدر يؤدى معنى فعله ، فالمصدر مثل الفعل يحتاج إلى فاعل ومفعول ،كما نقول : آلمني ضرب الرجل ولده ، فمعنى :

{رحمت ربك عبده زكريا "2"}
(سورة مريم)


أي : رحم ربك عبده زكريا . لذلك قال تعالى :

{رحمت ربك .. "2"}
(سورة مريم)


لأنها أعلى أنواع الرحمة ، وإن كان هنا يذكر رحمته تعالى بعبده زكريا ، فقد خاطب محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله :

{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "10"}
(سورة الأنبياء)


فرحمة الله تعالى بمحمد ليست رحمة خاصة به ، بل هي رحمة عامة لجميع العاملين ، وهذه منزلة كبيرة عالية . فالمراد من

{ذكر رحمة ربك عبده زكريا "2"}
(سورة مريم)


يعنى هذا الذي يتلى عليك الآن يا محمد هو ذكر وحديث وخبر رحمة ربك التي هي اجل الرحمات بعبدة زكريا . وسبق أن أوضحنا أن العبودية للخلق مهانة ومذلة ، وهي كلمة بشعة لا تقبل ، أما العبودية لله تعالى فهي عز وشرف ، بل منتهي العز والشرف والكرامة ، وعللنا ذلك بأن العبودية التي تسوء وتحزن هي عبودية العبد لسيد يأخذ خيره ، أما العبودية لله تعالى فيأخذ العبد خير سيده.
لكن ما نوع الرحمة التي تجلى الله تعالى بها حين أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم بخبر عبدة زكريا ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هشام عبد الراضى
المراقب العام
المراقب العام
هشام عبد الراضى


معلومات
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
عدد المساهمات : 4289
نقاط : 32421
التقيم التقيم : 9
ذكر
الدوله : مصر

تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة مريم - الآية: 1 الى الي الايه 10   تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Icon_minitimeالأربعاء 1 سبتمبر - 8:30:20


تفسير سورة مريم - الآية: 3

(إذ نادى ربه نداء خفيا "3")
أي : في الوقت الذي نادى فيه ربه نداء خفيا .
والنداء لون من ألوان الأساليب الكلامية ، والبلاغيون يقسمون الكلام إلى خبر ، وهو أن تطلب شيئا من عندك ، فلو قلت : يا محمد فأنت تريد أن تنشئ إقبالا عليك ، فالنداء إذن طلب الإقبال عليك ، لكن هل يصح أن يكون النداء من الله تعالى بهذا المعنى؟ إنك لا تنادى إلا البعيد عنك الذي تريد أن تستدنية منك .
فكيف تنادى ربك تبارك وتعالى وهو أقرب إليك من حبل الوريد ؟ وكيف تناديه سبحانه وهو يسمعك حتى قبل أن تتكلم ؟ فإذا كان إقباله عليك موجودا في كل وقت ، فما الغرض من النداء هنا ؟
نقول : الغرض من النداء : الدعاء . ووصف النداء هنا بأنه :

{نداء خفيا "3"}
(سورة مريم)


لأنه ليس كنداء الخلق للخلق ، يحتاج إلى رفع الصوت حتى يسمع ، إنه نداء لله تبارك وتعالى الذى يستوى عنده السر والجهر ، وهو القائل :

{وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور "13"}
(سورة الملك)


ومن أدب الدعاء أن ندعوه سبحانه كما أمرنا :

{ادعوا ربكم تضرعا وخفية .. "55"}
(سورة الأعراف)


وهو سبحانه:

{فإنه يعلم السر وأخفي "7"}
(سورة طه)


أي : وما هو أخفي من السر ؛ لأنه سبحانه قبل أن يكون سرا ، علم انه سيكون سرا . لذلك ، جعل الحق سبحانه أحسن الدعاء الدعاء الخفي ؛ لأن الإنسان قد يدعو ربه بشيء ، إن سمعه غيره رنما استنقصه ، فجعل الدعاء خفيا بين العبد وربه حتى لا يفتضح أمره عند الناس .
أما الحق سبحانه فهو ستار يحب الستر حتى على العاصين، وكذلك ليدعو العبد ربه بما يستحي أن يذكره أمام الناس ، وليكون طليقا في الدعاء فيدعو ربه بما يشاء ؛ لأنه ربه ووليه الذي يفزع إليه . وإن كان الناس يحزنون ويتضجرون أن سألتهم أدنى شئ ، فإن الله تعالى يفرح بك أن سألته .
لكن لماذا أخفي زكريا دعاءه ؟
دعا زكريا ربه أن يرزقه الولد ، ولكن كيف يتحقق هذا المطلب وقد بلغ من الكبر عتيا وامرأته عاقر ؟ فكأن الأسباب الموجودة جميعها معطلة عنده ؛ لذلك توجه إلى الله بالدعاء : يا رب لا ملجأ لي إلا أنت فأنت وحدك القادر على خرق الناموس والقانون ، وهذا مطلب من زكريا جاء في غير وقته .
أخفاه أيضا ؛ لأنه طلب الولد في وجود أبناء عمومته الذين سيحملون منهجه من بعده ، إلا أنه لم يأتمنهم على منهج الله ؛ لأن ظاهر حركتهم في الحياة غير متسقة مع المنهج ، فكيف يأتمنهم على منهج الله وهم غير مؤتمنين على أنفسهم ؟ فإذا دعا زكريا ربه أن يرزقه الولد ليرث النبوة من بعده ، فسوف يغضب هؤلاء من دعاء زكريا ويعادونه ؛ لذلك جاء دعاؤه خفيا يسره بينه وبين ربه تعالى . لقد أوضح زكريا عليه السلام العلة في ذلك في الآيات القادمة فقال :

{يرثني ويرث من آل يعقوب .. "6" }
(سورة مريم)


إذن : فالعلة في طلب الولد دينية محضة ، لا يطلب لمغنم دنيوي ، إنما شغفه بالولد أنه لم يأمن القوم من بعده على منهج الله وحمايته من الإفساد .
لذلك قوله : ( يرثني ) هنا لا يفهم منه ميراث المال كما يتصوره البعض ؛ أن الأنبياء لا يورثون ،

<كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقه ">

وبذلك يخرج النبي من الدنيا دون أن ينتفع أحد من أقاربه بماله حتى الفقراء منهم.فالمسألة مع الأنبياء خالصة كلها لوجه الله تعالى ؛ لذلك قال بعدها :

{ويرث من آل يعقوب .. "6"}
(سورة مريم)


أي : النبوة التي تناقلوها . فلا يستقيم هنا أبدا أن نفهم الميراث على انه ميراث المال أو متاع الدنيا الفاني . ومن ذلك قوله تعالى:

{وورث سليمان داود .. "16" }
(سورة النمل)


ففي أي شئ ورثه في النبوة والملك ، فالمسألة بعيدة كل البعد عن الميراث المادي. ثم يقول الحق سبحانه أن زكريا عليه السلام قال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هشام عبد الراضى
المراقب العام
المراقب العام
هشام عبد الراضى


معلومات
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
عدد المساهمات : 4289
نقاط : 32421
التقيم التقيم : 9
ذكر
الدوله : مصر

تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة مريم - الآية: 1 الى الي الايه 10   تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Icon_minitimeالأربعاء 1 سبتمبر - 8:31:00


تفسير سورة مريم - الآية: 4

(قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقياً "4")
هذا هو النداء ، أو الدعاء الذي دعا به زكريا عليه السلام :

{رب إني وهن العظم مني .. "4"}
(سورة مريم)


ويرد في الدعاء أن نقول : يا رب.
أو نقول : يا الله ، فقال زكريا ( رب ) أي يا رب ؛ لأنه يدعو بأمر يتعلق بعطاء الربوبية الذي يشمل المؤمن والكافر ، إنه يطلب الولد ، وهذا أمر يتعلق ببنية الحياة وصلاحها للإنجاب ، وهذه من عطاء الرب سبحانه وتعالى من بعد أبيه .
فكأن زكريا عليه السلام دعا ربه : يا رب يا من تعطى من آمن بك ، وتعطى من كفر ، يا من تعطى من أطاع ، وتعطى من عصى ، حاشاك أن تمنع عطاءك عمن أطاعك ويدعو الناس إلى طاعتك .
أما الدعاء بالله ففي أمور العبادة والتكليف . ثم يقدم زكريا عليه السلام حيثيات هذا المطلب :

{رب إني وهن العظم مني .. "4"}
(سورة مريم)


والوهن هو الضعف ،وقال :

{وهن العظم مني .. "4"}
(سورة مريم)


لأن لكل شئ قواما في الصلابة والقوة ، فمثلا الماء له قوام معروف والدهن له قوام ، واللحم له قوام ، والعصب والعظم وكل عناصر تكوين الإنسان ، والعظم هو أقوى هذه الأشياء والعظم في بناء الجسم البشرى مثل ( الشاسيه ) في لغة العصر الحديث ، وعلى العظم يبنى جسم الإنسان من لحم ودم وعصب ، فإذا أصاب العظام وهي أقوى العناصر ضعف فغيرها من باب أولى .
لذلك ، فإن الرجل العربي حينما شكا الجدب والقحط ماذا قال ؟
قال : مرت بنا سنون صعبه : فسنه أذابت الشحم أي : بعد الجوع وعدم الطعام وسنه أذهبت اللحم أي : بعد أن أنهت الشحم ، وسنه محت العظم .
فكأن العظم هو آخر مخزن من مخازن القوت في جسم الإنسان ساعة أن ينقطع عنه الطعام والشراب . والعظم في هذه الحالة يوجه غذاءه للمخ خاصة ؛ لأنه ما دام في المخ بقيه قبول حياه فما حدث للجسم من تلف قابل للإصلاح والعودة إلى طبيعته ، إذن : فسلامه الإنسان مرتبطة بسلامه المخ .
لذلك نجد الأطباء في الحالات الحرجة يركزون اهتمامهم على سلامه المخ ، ويرتبون عليه حياه الإنسان أو موته ، حتى إن توقف القلب فيمكنهم بالتدليك إعادته إلى حالته الطبيعية ، أما إن توقف المخ فهذا يعنى الموت .
فكأن نبي الله زكريا عليه السلام يقول : يا رب ضعف عظمى ، ولم يعد لدى إلا المصدر الأخير لاستبقاء الحياة .
ولما كان العظم شيئا باطنا مدفونا تحت الجلد ، فهو حيثية باطنة ، فأراد زكريا عليه السلام أن يأتي بحيثية أخرى ظاهرة بينة ، فأتى بأمر واضح : ( واشتعل الرأس شيبا .. "4" ) ( مريم ) فشبه انتشار الشيب في رأسه باشتعال النار ، فالشعر الأبيض الذي يعلوه واضح كالنار .
والمتأمل في هذا التشبيه يجد أن النار أيضا تتغذى على الحطب وتظل مشتعلة لها لهب يعلو طالما في الحطب الحيوية النباتية التي تمد النار ، فإذا ما انتهت هذه الحيوية النباتية في الحطب أخذت النار في التضاؤل ، حتى تصير جذوة لا لهب ثم تنطفئ .
واشتعال الرأس بالنار أيضا دليل على ضعف الجسم ووهن قوته ؛ لأن الشعر يكتسب لونه من مادة ملونة سوداء أو حمراء أو صفراء توجد في بصيلة الشعرة ، وتمد الشعرة بهذا اللون ، وضعف الجسم يضعف هذه المادة تدريجيا ، حتى تختفي ، وبالتالي تخرج الشعرة بيضاء ، والبياض ليس لونا ، إنما البياض عدم اللون نتيجة ضعف الجسم وضعف الغدد التي تفرز هذا اللون .
لذلك ، نجد المترفين الذين يعنون كثيرا بشعرهم ويضعون عليه المواد المختلفة أول ما يظهر الشيب عندهم تبيض سوالفهم ؛ لأن السوالف عادة بعد أن يهذبها الحلاق تأخذ أكبر قدر من المواد الكاوية التي تؤثر على بصيلات الشعر وعلى هذه المادة الملونة . والشعرة مثل الأنبوبة يسهل توصيل هذه المواد منها خاصة بعد الحلاقة مباشرة وما تزال الشعرة مفتوحة .
ثم يقول :

{ولم أكن بدعائك رب شقيا "4" }
(سورة مريم)


أي : لم أكن فيما مضى بسبب دعائي لك شقيا ؛ لأني مستجاب الدعوة عندك ، فكما أكرمتني سابقا بالإجابة فلم أكن شقيا بدعائك ، بل كنت سعيدا بالإجابة ، فلا تخلف عادتك معي هذه المرة ، واجعلني سعيدا بأن تجيبني ، خاصة وأن طلبي منك طاعة لك ، فأنا لا أريد أن أخرج من الدنيا إلا وأنا مطمئن على من يحمل المنهج ، ويقوم بهذه المهمة من بعدى .
وأنت قد تدعو الله لأمر تحبه ، فإذا لم يأت ما تحبه ولم تجب حزنت وكأنك قد شقيت بدعائك ، وقد قد يكون شقائك كذب ؛ لأنك لا تدرى الحكمة من عدم الإجابة ، لا تدرى أن الله تعالى يتحكم في تصرفاتك .
وربما تدعو لأمر تراه الخير من وجهة نظرك وفي علم الله أنه لا خير لك فيه ، فمنعه عنك وعدل لك ما أخطأت فيه من تقدير الخير ، فأعطاك ربك من حيث ترى أنه منعك ، وأحسن إليك من حيث ترى أنه حرمك ، لأنك طلبت الخير من حيث تعلم أنت أنه خير ومنع الله من حيث يعلم أن الخير ليس في ذلك .
ثم يذكر زكريا عليه السلام علة أخرى هي علة العلل ولب هذه المسألة ، فيقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هشام عبد الراضى
المراقب العام
المراقب العام
هشام عبد الراضى


معلومات
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
عدد المساهمات : 4289
نقاط : 32421
التقيم التقيم : 9
ذكر
الدوله : مصر

تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة مريم - الآية: 1 الى الي الايه 10   تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Icon_minitimeالأربعاء 1 سبتمبر - 8:31:37


تفسير سورة مريم - الآية: 5

(وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا "5")
(الموالي) من الولاء ، وهم أقاربه من أبناء عمومته ، فهم الجيل الثاني الذي سيأتي بعده ، ويخاف أن يحملوا المنهج ودين الله من بعده لأنه رأي من سلوكياتهم في الحياة عدم أهليتهم لحمل هذه المهمة .

{من ورائي .. "5"}
(سورة مريم)


سبق أن أوضحنا في صوره الكهف أن كلمه وراء تأتى بمعنى : خلف ، أو أمام ، أو بعد ، أو غير . وهنا جاءت بمعنى : من بعدى . ثم يقول :

{وكانت امرأتي عاقرا .. "5"}
(سورة مريم)


والعاقر هي التي لا تلد بطبيعتها بداية ، أو صارت عاقر بسبب بلوغها سن اليأس مثلا . ونحن نعلم أن التكاثر والإنجاب في الجنس البشرى ينشأ من رجل وامرأة ، وقد سبق أن وصف زكريا حاله من الضعف والكبر ، ثم يخبر عن زوجته بأنها عاقر لا تلد ، إذن : فأسباب الإنجاب كلها معطلة . وقوله :

{وكانت امرأتي عاقرا .. "5"}
(سورة مريم)


أي : هي بطبيعتها عاقر ، وهذا أمر مصاحب لها ليس طارئا عليها ، فلم يسبق لها قبل ذلك .
ثم يقول :

{فهب لي .."5"}
(سورة مريم)


والهبة هي العطاء بلا مقابل ، فلأسباب هنا معطلة ، والمقدمات تقول : لا يوجد إنجاب ؛ لذلك لم يقل مثلا أعطني ؛ لأن العطاء قد يكون عن مقابل ، أما في هذه الحالة فالعطاء بلا مقابل وبلا مقدمات ، فكأنه قال : يا رب إن كنت ستعطيني الولد فهو هبة منك لا أملك أسبابها ؛ لذلك قال في آية أخرى عن إبراهيم عليه السلام :

{الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل .."39"}
(سورة إبراهيم)


ولنا وقفة وملحظ على قوله تعالى:

{على الكبر .."39"}
(سورة إبراهيم)


حيث قال المفسرون : (على) هنا بمعنى (مع) و (على) ثلاثة أحرف و (مع) حرفان ، فلماذا عدل الحق تبارك وتعالى عن الخفيف إلى الثقيل ؟ لا بد أن وراء هذا اللفظ إضافة جديدة ، وهي أن مع تفيد المعية فقط ، أما (على) على تفيد المعية والاستعلاء ، فكأنة قال : إن الكبر يا رب يقتضي ألا يوجد الولد ، لكن طلاقة قدرتك أعلى من الكبر . ومن ذلك أيضا قوله تعالى :

{وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم .."6"}
(سورة الرعد)


كأن الظلم يقتضي أن يعاقبوا ، لكن رحمة الله بهم ومغفرته لهم علت على استحقاق العقاب. وقولة :

{من لدنك .."5"}
(سورة مريم)


أي : من عندك أنت لا بالأسباب (وليا) أي : : ولدا صالحا يلينى في حمل أمانة تبليغ منهجك إلى الناس لتسلم لهم حركة الحياة .
ثم يقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هشام عبد الراضى
المراقب العام
المراقب العام
هشام عبد الراضى


معلومات
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
عدد المساهمات : 4289
نقاط : 32421
التقيم التقيم : 9
ذكر
الدوله : مصر

تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة مريم - الآية: 1 الى الي الايه 10   تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Icon_minitimeالأربعاء 1 سبتمبر - 8:32:56


تفسير سورة مريم - الآية: 6

(يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا "6")
سبق وأن أوضحنا أن الميراث هنا لا يقصد ميراث المال ؛ لأن الأنبياء لا يورثون ، وما تركوه من مال فهو صدقة من بعدهم ، إنما المراد هنا ميراث العلم والنبوة والملك ، وحمل منهج الله إلى الناس ، ونلحظ أنه لم يكتف بقول (يرثني) بل قال (ويرث من آل يعقوب) فلست أنا القمة في الطاعة في آل يعقوب ، فهناك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ، وهذا تواضع منة ومراعاة لأقدار الرجال وغنزالهم منازلهم . وقولة :

{أجعله ربى رضيا "6"}
(سورة مريم)


أي : مرضيا عنة منك . ثم يقول الحق سبحانه





<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=5 width="95%" align=center border=0>

<TR>
<td align=middle>تفسير سورة مريم - الآية: 7

</TD></TR>
<TR>
<td align=middle>(يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا "7")</TD></TR>
<TR>
<td align=right>المتأمل هذه القصة يجد هذه الآية قد اختصرت من القصة ما يفهم من سياقها ثقة في نباهة السامع ، وأنة قدر على إكمال المعنى ، فكأن معنى الآية : سمع الله دعاء زكريا وحيثيات طلبة ، فأجبه بقولة : (يا زكريا .. "7") مريم وتوجيه الكلام إلى زكريا عليه السلام هكذا مباشرة دليل على سرعة الاستجابة لدعائه ، فجاءت الإجابة مباشرة دون مقدمات .
ومثال ذلك : ما حكاه القرآن من قصة سليمان _ عليه السلام _ وبلقيس ، قال سليمان :

{قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين "38" قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين "39" قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم "40"}
(سورة النمل)


فبين قوله:

{قبل أن يرتد إليك طرفك .."40"}
(سورة النمل)


وقوله :

{رآه مستقرا عنده .."40"}
(سورة النمل)


كلام يقتضيه سياق القصة ، كأن نقول : فأذن له فذهب وأتى بالعرش ، لكن جاء الأسلوب سريعا ليتناسب مع سرعة الحدث في إحضار عرش بلقيس من مكانه . وقولة :

{إنا نبشرك .."7"}
(سورة مريم)


البشارة : هي الإخبار بما يسرك قبل أن يجيء ليستطيل أمد الفرح بالشيء السار ، وقد يبشرك مساويك ويكذب في البشرى ، وقد تأتى الظروف والأحداث مخالفة لما يظنه ، فكيف بك إذا بشرك الله تعالى ؟ ساعة أن تكون البشارة من الله فاعلم إنها حق وواقع لا شك فيه . وقوله:

{بغلام اسمه يحيى .."7"}
(سورة مريم)


أي :وسماه أيضا . ونحن نعلم أن للبشر اختيارات في وضع الأسماء للمسميات ، ولهم الحرية في ذلك ، فواحدة تسمى ولدها (حرنكش) هي حرة ، وأخرى تسمى ابنتها الزنجية (قمر) هي أيضا حرة .
إلا أن الناس حين يسمون يتمنون في المسمى مواصفات تسر النفس وتقر العين ، فحين تسمى سعيدا تفاؤلا بأن يكون سعيدا فعلا ، والاسم وضع للدلالة على المسمى ، لكن ، أيملك هذا المتفائل أن يأتي المسمى على وفق ما يحب ويتمنى ؟ لا ، لا يملك ذلك ولا يضمنه ؛ لأن هناك قوة أعلى منه تتحكم في هذه المسألة ، وقد يأتي المسمى على غير مراده .
أما إذا كان الذي سمى هو الله تعالى فلا بد أن يتحقق الاسم في المسمى ، وينطبق علية ، ولا بد أن يتحقق مراده تعالى في من سماه ، وقد سمى الحق تبارك وتعالى ابن زكريا يحي فلا بد أن تنطبق عليه هذه الصفة ، ويحيى فعل ضده يموت ، إذن : فهو سبحانه القادر على أن يحيه ، لكن يحيه إلى متى ؟ وكم عام ؟ الحياة هنا والعيش يتحقق ولو بمتوسط الأعمار مثلا ، فقد أحياه وتحقق فيه صفة الحياة
</TD></TR></TABLE>


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هشام عبد الراضى
المراقب العام
المراقب العام
هشام عبد الراضى


معلومات
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
عدد المساهمات : 4289
نقاط : 32421
التقيم التقيم : 9
ذكر
الدوله : مصر

تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة مريم - الآية: 1 الى الي الايه 10   تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Icon_minitimeالأربعاء 1 سبتمبر - 8:33:48


تفسير سورة مريم - الآية: 8

(قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا "8")
لما سمع زكريا عليه السلام البشارة من ربه . واطمأن إلى حصوله أغراه ذلك في أن يوغل في معرفة الوسيلة ، وكيف سيتم ذلك ، وتتحقق هذه البشارة حال كونه قد بلغ من الكبر عتيا وامرأته عاقر ؟
لكن ماذا يقصد زكريا من سؤاله ، وهو يعلم تماما أن الله تعالى علم بحاله وحال زوجه ؟ الواقع أن زكريا عليه السلام لا يستنكر حدوث هذه البشرى ، يستدرك على الله ، وحاشاه أن يقصد ذلك ، وإنما أطمعته البشرى في أن يعرف الكيفية ، كما حدث في قصة موسى عليه السلام حينما كلمه ربه واختاره ، وأفرده بهذه الميزة فأغراه الكلام في أن يطلب الرؤيا ، فقال:

{رب أرني أنظر إليك .."143"}
(سورة الأعراف)


وكما حدث في قصه إبراهيم عليه السلام لما قال لربه :

{رب أرني كيف تحيي الموتى .."260"}
(سورة البقرة)


وأبو الأنبياء لا يشك في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى ، ولكنة يريد أن يعرف هذه الطريقة العجيبة ، فالكلام ليس في الحقيقة وجودا وعدما ، إنما في الكيفية لا دخل له بالوجود.
فأخبره الحق سبحانه أن هذه المسألة لا تقال إنما تباشر عمليا ، فأمره بما نعلم من هذه القصة: وهو أن يحضر أربعة من الطير بنفسه ، ثم يضمهن إليه ليتأكد بنفسه من حقيقتها ، ثم أمره بأن يقطعهن أجزاء ، ثم يفرق هذه الأجزاء على قمم الجبال ثم بعد ذلك ترك له الخالق سبحانه أن يدعوهن بنفسه ، وأن يصدر الأمر منه فتتجمع هذه القطع المبعثرة وتدب فيها الحياة من جديد ، وهذا من مظاهر عظمته سبحانه وتعالى أنه لم يفعل ، بل جعل من لا يستطيع ذلك يفعله ، ويقدر عليه .
فإن كان البشر يعدون أثر قدرتهم على الضعفاء ، فمن لا على حمل شئ يأتي بمن يقوم به ، ويظل هو ضعيفا لا يقدر على شئ ، أما الحق سبحانه وتعالى فيعدى قوته بنفسه إلى الضعيف فيصير قويا قادر على الفعل . فقوله:

{أنى يكون لي غلام .."8"}
(سورة مريم)


سؤال عن الكيفية ، كما أن إبراهيم عليه السلام لما قال له ربه :

{أو لم تؤمن .."260"}
(سورة البقرة)


أي : بقدرتي على إحياء الموتى ، قال (بلى) أي : نعم أومن

{ولكن ليطمئن قلبي .."260"}
(سورة البقرة)


أي : إلى الكيفية التي يتم بها الإحياء . أو : أن زكريا عليه السلام بقوله :

{أنى يكون لي غلام .."8"}
(سورة مريم)


يريد أن يوثق هذه البشرى ويسجلها ، كما تعد ولدك بأن تشترى له هدية فيلح عليك في هذه المسألة ليؤكد وعدك له ، ويستلذ بأنه وعد محقق لا شك فيه ، ثم يذكر زكريا حيثيات تعجبه من هذا الأمر فيقول :

{وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا "8"}
(سورة مريم)


عتيا من عتا يعنى طغى وتكبر وأفسد كثيرا ، والعتو : الكفر ، والعتي : هو القوى الذي لا يغالب ؛ لذلك وصف الكبر الذي هو رمز للضعف بأنه عتي ؛ لأن ضعف الشيب والشيخوخة ضعف لا يقدر أحد على مقاومته ، أو دفعه أبدا ، مهما احتال عليه بالأدوية والعقاقير (والفيتامينات) .
ويبدو أن مسألة الولد هذه كانت تشغل زكريا عليه السلام ؛ وتلح عليه ؛ لأنه دعا الله كثيرا أن يرزقه الولد ، ففي موضع آخر يقول :

{رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين "89"}
(سورة الأنبياء)


فزكريا عليه السلام يريد الولد الذي يرثه وهو موروث ؛ لأن الله تعالى خير الوارثين . لكن يأتي الرد :

{فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه .."90"}
(سورة الأنبياء)


ونلاحظ أن الله تعالى قبل لأن يقول :

{وأصلحنا له زوجه .."90"}
(سورة الأنبياء)


التي ستنجب هذا الولد ، قال :

{ووهبنا له يحيى .."90"}
(سورة الأنبياء)


فصلاح الزوجة ليس شرطا في هذه البشرى وحدوث هذه الهبة .
وهنا مظهر من مظاهر طلاقة القدرة الإلهية التي لا يعجزها شئ ، فهو سبحانه قادر على إصلاح هذه الزوجة العاقر ، فالصنعة الإلهية لا تقف عند حد ، كما لو تعطل عندك أحد الأجهزة مثلا فذهبت به إلى الكهربائي لإصلاحه فوجد التلف به كبيرا ، فينصحك بتركه وشراء آخر جديد ، فلا حيله في إصلاحه .
لذلك أصلح الله تعالى لزكريا زوجه حتى لا نظن أن يحيى جاء بطريقة أخرى ، والزوجة لا تزال على حالها . ثم يقول الحق سبحانه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هشام عبد الراضى
المراقب العام
المراقب العام
هشام عبد الراضى


معلومات
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
عدد المساهمات : 4289
نقاط : 32421
التقيم التقيم : 9
ذكر
الدوله : مصر

تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة مريم - الآية: 1 الى الي الايه 10   تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Icon_minitimeالأربعاء 1 سبتمبر - 8:35:16


تفسير سورة مريم - الآية: 9

(قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا "9")
(قال) أي : الحق سبحانه وتعالى:

{كذلك قال ربك .."9"}
(سورة مريم)


أي : أنه تعالى قال ذلك وقضى به ، فلا تناقش في هذه المسألة ، فنحن أعلم بك وما أنت فيه من كبر ، وأن زوجتك عاقر ، ومع ذلك سأهبك الولد . وقوله تعالى :

{هو علي هين .."9"}
(سورة مريم)


وفي آية أخرى يقول في آية البعث :

{وهو أهون عليه .."27"}
(سورة الروم)


فلا تظن أن الأمر بالنسبة لله تعالى فيه شئ هين وشئ أهون ، وشئ شاق ، فالمراد بهذه الألفاظ تقريب المعنى إلى أذهاننا .
والحق سبحانه يخاطبنا على كلامنا نحن وعلى منطقنا ، فالخلق من موجود أهون في نظرنا من الخلق من غير موجود كما قال الحق سبحانه وتعالى :

{أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد "15"}
(سورة ق)


إذن : فمسألة الإيجاد بالنسبة له تعالى ليس فيها سهل وأسهل أو صعب وأصعب ، لأن هذه تقال لمن يعمل الأعمال علاجا ، ويزاولها مزاوله ، وهذا في أعمالنا نحن البشر ، أما الحق تبارك وتعالى فإنه لا يعالج الأفعال ، بل يقول للشيء كن فيكون :

{إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون "82"}
(سورة يس)


ثم يدلل الحق سبحانه وتعالى بالأقوى ، فيقول :

{وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا "9"}
(سورة مريم)


فلأن يوجد يحيى من شئ أقل غرابة من أن أوجد من لا شئ. ثم يقول الحق سبحانه




<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=5 width="95%" align=center border=0>

<TR>
<td align=middle>تفسير سورة مريم - الآية: 10

</TD></TR>
<TR>
<td align=middle>(قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا "10")</TD></TR>
<TR>
<td align=right>(آية) أي : علامة على أن امرأته قد حملت في يحيى ، وكأن زكريا عليه السلام يتعجل الأمور ولا صبر له طوال تسعة أشهر ، بل يريد أن يعيش في ظل هذه النعمة ، وكأنة واقع لا ينفك لسانة حامدا شاكرا عليها ، وتظل النعمة في بالة رغم أن ولده ما يزال جنينا في بطن أمه .
فيجيب ربه :

{آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا "10"}
(سورة مريم)


علامتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال و (ألا) ليست للنهي عن الكلام ، بل هي إخبار عن حالة ستحدث له دون إرادته ، فلا يكلم الناس مع سلامة جوارحه ودون عله تمنعه من الكلام ، كخرس أو غيره . لذلك قال

{ثلاث ليال سويا "10"}
(سورة مريم)


أي : سليما معافى ، سوى التكوين ، لا نقص فيك ، ولا قصور في جارحة من جوارحك . وهكذا لا يكون عدم الكلام عيبا ، بل آيه من آيات الله . وهناك فرق بين أمر كوني وأمر شرعي ، الأمر الكوني هو ما يكون وليس لك فيه اختيار في ألا يكون ، والأمر الشرعي ما لك فيه اختيار من الممكن أن تكون تطيعه فتكون طائعا أو تعصيه فتكون عاصيا .
وهذا الذي حدث لزكريا أمر كوني ، وآيه من الله لا اختيار له فيها ، وكأن الحق سبحانه يعطينا الدليل على أنه يوجد من لا مظنة أسباب ، وقد يبقى الأسباب سليمة صالحة ولا يظهر المسبب ، فالسان هنا موجود ، وآلات النطق سليمة ، لكنه لا يقدر على الكلام .
فتأمل طلاقة القدرة ، فقد شاء سبحانه لزكريا الولد بغير أسباب ، وهنا منع مع وجود الأسباب ، فكلا الآيتين سواء في قدرته تعالى ومشيئته. ثم يقول الحق سبحانه
</TD></TR></TABLE>


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هشام محي
عضو سوبر
عضو سوبر
هشام محي


معلومات
تاريخ التسجيل : 26/05/2010
عدد المساهمات : 2191
نقاط : 29579
التقيم التقيم : 1
ذكر
الدوله : مصر
صوره للوسمه
نجم منتدا


تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة مريم - الآية: 1 الى الي الايه 10   تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Icon_minitimeالخميس 2 سبتمبر - 19:25:43

في ميزان حسناتك

اتش انا قريت تفسير الايه ا و 2و3

ان شاء الله هدخل تاني اكمل التفسير

تسلم ايدك علي المجهود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هشام عبد الراضى
المراقب العام
المراقب العام
هشام عبد الراضى


معلومات
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
عدد المساهمات : 4289
نقاط : 32421
التقيم التقيم : 9
ذكر
الدوله : مصر

تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة مريم - الآية: 1 الى الي الايه 10   تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Icon_minitimeالأحد 5 سبتمبر - 7:35:44

هشام محي كتب:
في ميزان حسناتك

اتش انا قريت تفسير الايه ا و 2و3

ان شاء الله هدخل تاني اكمل التفسير

تسلم ايدك علي المجهود

جزاك الله خير بما قرات

وسلم مرورك العطر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تيتو
عضو سوبر
عضو سوبر
avatar


معلومات
تاريخ التسجيل : 11/06/2010
عدد المساهمات : 2811
نقاط : 30150
التقيم التقيم : 3
ذكر
الدوله : مصر
صوره للوسمه

تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة مريم - الآية: 1 الى الي الايه 10   تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Icon_minitimeالأحد 5 سبتمبر - 9:20:18

جعله فى ميزان حسناتك يارب حبيبى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هشام عبد الراضى
المراقب العام
المراقب العام
هشام عبد الراضى


معلومات
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
عدد المساهمات : 4289
نقاط : 32421
التقيم التقيم : 9
ذكر
الدوله : مصر

تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة مريم - الآية: 1 الى الي الايه 10   تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 Icon_minitimeالأربعاء 25 مايو - 8:11:52

تيتو كتب:
جعله فى ميزان حسناتك يارب حبيبى




تفسير سورة مريم - الآية: 1  الى الي الايه 10 16
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة مريم - الآية: 1 الى الي الايه 10
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة مريم عدد آياتها 98
» تفسير سورة التوبه
» تفسير سورة الكوثر
» تفسير سورة القيامة.
» تفسير سورة الماعون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سهر كول :: § منتديات ســـهــر ألآ ســلآمى § :: ҉ ǁ القــران والحـديث ҉ ǁ-
انتقل الى:  
سحابة الكلمات الدلالية
يونيو عجينة ماذا اسطوانة يحدث تعليم فوتوشوب حدث
اتصلو بنا
 
 
إتصلوا بنا
 إذا كنتم تعانون من مشكلة او آى استفسار عن اى شئ فإتصل بنا عبر بريدنا الإلكتروني
 أو عبر ضغط على الزر إتصلوا بنا الذي ستجدونه فوق
 
 

الساعة الان بتوقيت القاهره

جميع الحقوق محفوظة لمنتدى سهر كول
 
حقوق الطبع والنشر©2010 - 2011
http://sahr.vampire-legend.net
 
المشاركات المنشورة بالمنتدى لاتعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى ولا تمثل إلا رأي أصحابها فقط

$