أعزائي أعضاء المنتدى الرائع ... اقدم لكم قصة من اجمل القصص التي خلدها التاريخ وتعتبر مأساه وحب والم وعشق ونحيب من بكاء شاعر مات وعينية تترقرق بالدموع .....
وأتمنى أن تنال إعجابكم .....
لا تكذبي للشاعر الرائع والمبدع كامل الشناوي ومن لا يعرفها فقد تغنىبها العندليب "عبدالحليم حافظ" فإليكم قصة هذه القصيدة الرائعة ككاتبها ..
لا تكذبي ..... كامل الشناوي....
لا تكذبي ....
إني رأيتكما معا
ودعي البكاء
فقد كرهت الأدمعا
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة
فأنكر و أدعى
إني رأيتكما
إني سمعتكما
عيناك في عينيه
في شفتيه
في كفيه
في قدميه
ويداك ضارعتان
ترتعشان من لهف عليه
تتحديان الشوق بالقبلات
تلذعني بسوط من لهيب
بالهمس .. بالآهات .. بالنظرات
باللفتات .. بالصمت الرهيب
ويشب في قلبي حريق
ويضيع من قدمي الطريق
وتطل من رأسي الظنون تلومني
وتشد أذني
فلطالما باركت كذبك كله
ولعنت ظني
ماذا أقول لأدمع سفحتها أشواقي إليك ؟
ماذا أقول لأضلع مزقتها خوفا عليك ؟
أأقول هانت ؟
أأقول خانت؟
أأقولها؟
لو قلتها أشفي غليلي
يا ويلتي .. لا لن أقول .. أنا .. فقولي ....
لا تخجلي
لا تفزعي مني
فلست بثائر ..
أنقذتني
من زيف أحلامي وغدر مشاعري....
فرأيت انك كنت لي قيدا ....
حرصت العمر ألا اكسره
فكسرته
ورأيت انك كنت لي ذنبا
سألت الله ألا يغفره
فغفرته
كوني كما تبدين
لكن لن تكوني ....
فأنا صنعتك من هوايا .. ومن جنوني ...
ولقد برئت من الهوى ومن الجنون.....
@@@@@@@@@@@@
عاش كامل الشناوي حياته فنا رائعا فريدا وفق أسلوبه ومزاجه الخاص ... دون أن يعنيه في قليل أو كثير أن يبدع خلالها فنا يصلح للنشر والانتشار والخلود....
أصر أن تكون حياته ذلك الكتاب العظيم ... الذي استنفذ سنوات عمره .. وعصارة فكره .. وأشواق قلبه .. ورحيق صمته .. وكل ماله ومرحه وسخرياته ..
وعندما ألح عليه رفاقه أن يجمع أفكاره التي ينثرها في مجالسه كل ليلة ويقتات عليها غيره من جلسائه كان يبتسم ويقول :
"أفضل أن أكون لحنا في الحياة .. ولا يشغلني بعد ذلك أن يسجل اللحن في نوته يعاد عزفها .. أم يتلاشى أدراج الرياح والنسيان"..>>>>قمة الإبداع
@@@@@@@@@@@@
لم يكن كامل مجرد صحفي لامع أو شاعر موهوب فحسب.. كان "الدينامو" المولد لتيارات متدفقة في الفكر والأدب والصحافة والفن .. وكان مكتشف المواهب الواعدة أينما كانت يزاحم بها القديم في كل ميدان ويرعى بداياتها الصعبة ...
@@@@@@@@@@@@
لقد تولدت في أعماق كامل الشناوي عقدة البدانة وضخامة الجسم منذ طفولته .. فكان لها أبعد الأثر بعد ذلك في ولادة مواهبه في الدعابة والسخرية وحبك المقالب كأسلحة ماضية للدفاع عن النفس... وكانت البدانة سببا في كراهيته لكل ضخم في الحياة .. حتى محبوباته من الجنس اللطيف .. كن دوما من طراز "الترانزيستور".. ومثالنا على ذلك (نجاة محمد حسنين) الشهيرة ب(نجاة الصغيرة)..
@@@@@@@@@@@@
يقول الكاتب الصحافي "مصطفى أمين" في مقال بعنوان (من قتل كامل الشناوي) :
" كان ذوقه في الحب غريبا .. كان دميما ولا يختار إلا ملكات الجمال .. وكان ضخم الجثة ويصر أن تكون محبوبته دقيقة صغيرة تكون معه رقم (50) فيكون هو الخمسة المستديرة وتكون هي الصفر الذي على اليمين .. وكان مخلصا أمينا في حبه ولا يقع إلا في هوى الغانيات المتقلبات الحائرات الغادرات الخائنات .. وكانت الفتاة التي تقف وحدها لا تستهويه ولا تلفت نظره وإنما الذي يجذبه هو الزحام .. فهو يحب المرأة التي حولها زحام شديد .. فيحاول أن يشق طريقه إليها .. ويدفعه من أمامه .. ويوقفه من بجواره .. ويلطمه من خلفه .. إلى أن يصل المرأة التي أختارها منهوك القوى ..." >>>يامدور الهين ترى الكايد أحلى ..
ويضيف:
" وعشت معه حبه الكبير الأخير وهو الحب الذي أبكاه و أضناه وحطمه وقتله في آخر الأمر .. أعطى هذه المرأة كل شئ :المجد والشهرة..والطبل والزمر والدعاية الشعر .. ولم تعطه شيئا ..أحبها فخدعته .. أخلص لها فخانته .. جعلها ملكة فجعلته أضحوكة ..
وقد كتب قصيدة (لا تكذبي إني رأيتكما معا) في غرفة مكتبي بشقتي في الزمالك .. وهي قصيدة حقيقية ليس فيها مبالغة أو خيال حتى أن الموسيقار محمد عبدالوهاب سماها (إني ضبطكما معا)..
وكان كامل ينظمها وهو يبكي .. كانت دموعه تختلط بالكلمات فتطمسها .. وكان يتأوه كرجل ينزف منه الدم الغزير وهو ينظم .. وبعد أن انتهى من نظمها قال أنه يريد أن يقرأ القصيدة على المطربة>> نجاة الصغيرة<< بالتليفون.. وكان تليفوني بسماعتين .. أمسك هو سماعة وأمسكت أنا وأحمد رجب سماعة في غرفة أخرى .. وتصورنا أن المطربة ما تكاد تسمع القصيدة حتى تشهق وتبكي وتنتحب ويغمى عليها وتستغفر وتعلن توبتها .. وكان في رأي أحمد رجب ورأيي أن هذا منظر تاريخي يجب أن نحضره..
وبدأ كامل يلقي القصيدة بصوت منتحب خافت .. تتخلله الزفرات والعبرات والتنهدات والآهات مما كان يقطع القلوب .. وكانت المطربة صامتة لا تقول شيئا ولا تعلق ولا تقاطع ولا تعترض .. وبعد أن انتهى كامل من إلقاء القصيدة .. قالت المطربة ...............!!!!!!!!
"كويسة اوي يا كمولة... تنفع أغنيها ... لازم أغنيها ...
وانتهت المحادثة التاريخية ورأينا كامل الشناوي أمامنا كأنه جثة بلا حراك ...
@@@@@@@@@@@
مضت المطربة تثير كامل الشناوي بأنها تعشق فلانا الطبيب ... وتحب علانا المحامي... وتخرج مع ترتان المهندس ...
وكتب كامل يقول لها :
( ليتك تعلمين أنك لا تهزيني بتصرفاتك الحمقاء .. فلم يعد يربطني بك إلا ماض لا تستطيع قوة أن تعيده إلينا أو تعيدنا إليه.. كنت أتعذب ي حبك بكبرياء .. وقد ذهب الحب .. وبقيت لي كريائي .. كنت قاسية في فتنتك .. ونضارتك وجاذبيتك .. فأصبحت قاسية فقط)..
وكان كامل يحاول بأي طريقة أن يعود إليها ..يمدحها ويشتمها .. يركع أمامها ويدوسها بقدميه .. وكانت تجد متعة أن تعبث به .. يوما تبتسم ويوما تعبس .. ساعة تقبل عليه وساعة تهرب منه .. تطلبه في التليفون في الصباح ثم تنكر نفسها منه في المساء.. وكان يقول أنه لا يفهمها .. وهي امرأة غامضة .. لا أعرف هل هي تحبني أم تكرهني .. هل تريد أن تحييني أم تقتلني ؟!!!...
واستمرت لعنة الحب الفاشل تطارده وتعذبه .. وكان يعتقد أن الهجر قتله وأنه لم يبق إلا موعد تشييع الجنازة وكان يجلس يكتب كل يوم عذابه وكان يتخيل الي أنه كان يكتب كل يوم نعيه...
@@@@@@@@@@@
وينهي الكاتب مصطفى أمين كلامه قائلا :
ومات كامل الشناوي .. ومضت السنون وقابلت المطربة التي كان يعشقها وقلت لها إنني كرهتها طول حياتي منذ قصيدة "لا تكذبي" ..
قالت: إنني لم أحبه .. هو الذي كان يحبني .. إنني كنت أحبه كصديق فقط .. وطلب مني أن يتزوجني فرفضت لأننا نختلف في كل شئ .. أنا رقيقة وهو ضخم .. أنا صغيره وهو عجوز .. أنا أجد متعة في أن أجلس مع الناس .. ومتعته أن يجلس معي وحدي .. أنا لا أريد أن يعرف الناس من أحب .. وهو يريد أن تعرف الدنيا كلها أنه يحبني ...
قلت لها : إن أصدقاءه يعتقدون أنك قتلته ؟
قالت : لا ....انه هو الذي انتحر
سألتها : تقصدين أنه انتحر حبا ؟
قالت : بل انتحر غيرة ..
ولم أصدقها طبعا .......
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بعد نشر هذه المقالة اعتبرت نجاة أنها المقصودة بهذا الكلام ... فأخذ محاميها هذا الجزء من مقال مصطفى أمين .. وضمنه عريضة الدعوى القضائية التي عرفها ضد الكاتب المعروف .. وأضاف في هذه العريضة :
" وقد جاء في المقال المذكور صورة بالغة الدمامة لكامل الشناوي .. استخدمت فيها عدسة محدبة .. ثم رسم لكامل الشناوي إلى جواره رسم لنجاة حجب عينيها بورقة .. ثم رسم الرسام عينا واحدة لها تسقط منها دمعة كبيرة تفصل بين وجهها ووجه كامل الشناوي .. وأول ما يطالع الناظر إلى هذه الصفحة هو استقراء معنى واضح هو أن كامل الشناوي مات قتيلا .. وانه كان دميما .. وأما القاتلة فهي نجاة .. حيث سقطت منها دمعه مركزة في خلف الصورة ودماء على خلفيتها .. ولعل الأستاذ مصطفى أمين قصد من استخدام الرسم بهذا الشكل أن يصل مقصد الطالع إلى أن نجاة هي القاتلة .. حتى لو لم يقرأ المقال "...
بعد أن رفعت نجاة القضية أبدت استعدادا للتنازل عنها إذا ما كتب مصطفى أمين اعتذارا ونشره في المكان نفسه من الصحيفة .. لكن مصطفى أمين رفض .. وتدخل كل من الموسيقار محمد عبدا لوهاب والشاعر مأمون الشناوي لإقناع نجاة بالتنازل لكنها رفضت قالت للمقربين إليها أنها مستعدة لاعتزال الغناء لكنها غير مستعدة للتنازل عن هذه القضية ..
وهكذا أحيل مقال مصطفى أمين إلى محكمة جنح الآداب حيث طلب محامي نجاة بتطبيق خمس مواد من قانون العقوبات .. تصل مدة الحبس فيها إلى ثلاث سنوات فضلا عن تعويض مادي يصل إلى نصف مليون جنيه ..
أمام المحكمة قال محامي نجاة :إن ما نسبه مصطفى أمين لها يعتبر قذفا حيث أسند إليها وقائع لو صحت لأدت إلى احتقارها وخدش حيائها والإضرار بسمعتها ...
ورد محامي مصفى أمين : إن نجاة تريد الحصول على شهرة .. ولهذا أقامت هذه الدعوى ضد مصطفى أمين .. وهو أشار إلى امرأة "عاهرة " تحادث كامل الشناوي في التليفون .. ولم يذكر اسمها .. فهل تستطيع نجاة أن تقول لنا أنها هي تلك المرأة التي قصدها أمين ؟؟... في هذه الحالة سيختلف الوضع لأنها تكون هي التي ألصقت بنفسها هذه الصفات ...
وانتهى الجدل الساخن بإصدار الحكم القضائي ببراءة مصطفى أمين .. وكانت نجاة الخاسر الوحيد فيها .. ولم تحصد سوى التشهير واللعنات من محبي الشاعر الكبير كامل الشناوي ...
النهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ية .....
إن الحديث عن بطلة قصيدة "لا تكذبي" كثير ومتناقض .. فمنهم من قال انه ضبطها متلبسة بالحب والجرم المشهود مع الشاعر (نزار قباني ) في شقته حيث ظنته نجاة أنه في الاسكندريه .. وحين تراجع عن السفر عاد إلى شقته .. وفتح باب غرفة نومه فراعه ما شاهد .. ويبدو أن نجاة كانت تحتفظ بمفتاح إضافي للشقة حصلت عليه من كامل الشناوي .. ومنهم من قال أنه المخرج عزا لدين ذو الفقار .. وكثيرون يجزمون أنه الدكتور الأديب يوسف إدريس ...
يقول احد الصحافيين :
(إن مناسبة قصيدة "لا تكذبي " ارتبطت بعيد ميلاد مطربة مشهورة صغيرة الحجم رقيقة الصوت .. وفي شقتها كان الحفل الذي دعت إليه عددا محدودا من الأصدقاء والفنانين .. وجاءت لحظة إطفاء الشموع .. وإذا بمحبوبة كامل الشناوي تختار كاتب القصة القصيرة يوسف إدريس وتمسك بيده ليساعدها في قطع (قالب الكاتو ) وكأنها تقطع في أوصال قلب الشاعر .. علما أن كامل الشناوي هو الذي اشترى (قالب الجاتو ) و أهداها إليها في عيد ميلادها ...
منقوووووول