ســــــــر بئر زمزم (5)
السر يكمن في النبع الأساسي للبئر
أضاف: " اعتقد أن السر يكمن في النبع الأساسي للبئر. فأي مياه تنبع من هذا المكان تكتسب خاصية ماء زمزم. والغريب في الموضوع أن هناك بئر آخر في الحرم أسمه بئر "الداؤدية" وكان موجودا عند باب إبراهيم ويبعد في حدود 120 مترا عن بئر زمزم، لكن نتائج تحليل مياهه تختلف تماما عن تركيبة ماء زمزم وهي النتيجة ذاتهاالتي توصلت إليها عند تحليل مياه عين زبيدة أيضا".
ومنذ القدم كان المكيون يستقبلون ضيوفهم بماء زمزم إظهارا لتكريمهم والاحتفاء بهم. وهم يتفنونبتقديمه باردا من دوارق طينية نظيفة مبخرة باللبان (المستكه)لإكسابه نكهة خاصةمحببة للشارب منه. و لاتزال هذه العادة باقية حتى الآن.
لكنهم لا يقدمون في شهر رمضان على موائد الإفطار غير ماء زمزم إلى جانب حبات من رطب التمر. ويحرصون على (تحنيك) مواليدهم حال ولادتهم بماء زمزم وبشق تمرة إقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم مع السبطين الحسن والحسين رضي الله عنهما.
كما يحرص المكيون علىجعل ماء زمزم آخر ما يغسل به موتاهم قبل دفنهم رجاء بركته وحسن عائدته..
وروى المؤرخ الفاكهي في كتابه (أخبار مكة) قصصا تشيرإلى حب علماء أهل الكتاب لماء زمزم. ونقل عن أبي حصين عن مجاهد بن جبر التابعيا لمكي، شيخ القراء والمفسرين قوله: "كنا نسير في أرض الروم، فآوانا الليل إلى راهب،فقال هل فيكم من أهل مكة أحد؟ قلت: نعم، قال: كم بين زمزم والحجر الأسود؟. قلت : لاأدري، إلا أن أحزره، قال: لكني أدري، إنها تجري من تحت الحجر، ولأن يكون عندي منهاملء طست، أحب إلي من أن يكون عندي ملأه ذهبا".
وروى الشيخ سائد بكداش مصنف كتاب (فضل ماء زمزم)عن محمد بن حرب أنه قال: إنه أسر في بلاد الروم، وأنه صارإلى الملك، فقال له: من أي بلد أنت؟. قال من أهل مكة، فقال: هل تعرف بمكة هزمةجبريل ؟ قال: نعم ، قال: فهل تعرف برة؟ قال: نعم ، قال: فهل لها إسم غير هذا ؟ قال: نعم، هي اليوم تعرف بزمزم. قال: فذكر من بركتها، ثم قال: أما إنك إن قلت هذا، إنانجد في كتبنا: أنه لا يحثو رجل على رأسه منها ثلاث حثيات فأصابته ذلةأبدا".