الحلقة الرابعة
صراحةً رد فعل ما توقعته من هذا الشيخ
أرجع إلى بيتي ؟ لماذا ؟
أنا جئت هنا حتى أعلن شهادتي وإسلامي
لماذا ترفضني ؟؟؟
فرد علي بنبرة تملؤها الطيبة
مهلاً يا ابنتي
لإعلان الشهادة والدخول في الإسلام شروط
وعليكي أن توفي هذه الشروط
عودي إلى بيتك واغتسلي وتطهري أولاً
والبسي ملابس أكثر احتراماً تليق بفتاة مسلمة
وحينها
سأعلمك وأساعدك على أن تكوني مسلمة
حسناً يا شيخ سأفعل
وفعلا ًعدت إلى البيت واتجهت مباشرةً إلى الحمام
واغتسلت غسل كامل وبحثت في ملابسي حتى وجدت ملابس طويلة ومحترمة
ولكن وقعت في مشكلة أخرى.. ليس لدي غطاء للرأس
يا إلهى ماذا سأفعل ؟؟
لا مشكلة سأشتري في الطريق
إعترضتنى أمي وسألتني إلى أين أنتي ذاهبة ؟؟
أنا ذاهبة يا أمى إلى مشوار مهم جداً
نظرت إلي ولم تعلق
وخرجت من البيت وتوجهت مباشرةً إلى أحد المحلات وطلبت حجاب للرأس
وأخذته ( رفضت صاحبة المحل أن تأخذ ثمنه وأعتقد أن إحدى صاحبتيا أخبرتها )
ارتديته وخرجت مسرعة
وها أنا ذا على أتم استعداد للنطق بالشهادة
أعتقد أنه لا يوجد لدي الآن أي مانع
وصلنا إلى المسجد وكان الشيخ في انتظارنا
ولقنى الشهادة ورددتها خلفه وأنا في حالة لا أعرفها
حالة من البكاء والفرحة
حالة من حشرجة الصوت الممزوجة بسعادةٍ غامرةٍ
ولما انتهيت عرفنى ما هو الإسلام وماهي أركانه وماهي أركان الإيمان
ثم عرفنى الصلاة وكيفيتها وشروطها كل ذلك وأنا أسجل خلفه فى ورقة حتى لا أنسى
وأنتهيت معه على وعد بتكرار الزيارة حتى يعيننى في أمور الدين
وتلقيت التهاني الحارة
وعدت إلى البيت في لباسي الجديد وصفحتي البيضاء وقلبي الذي يطير من الفرحة
وحينما دخلت البيت وجدت أمي وأبي جالسين
فنظرا إلي بدهشة ثم نظرا إلى بعضهما البعض
أما أنا فقلت لهم سريعاً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فاعتقدا (وممكن لوهل الصدمة الأولى) أنني أمزح أو أهرج
أو أن قلبهما رفض أن يقتنع بما رأته العين أو سمعته الأذن
أمي سألتني بنبرةٍ حزينةٍ خائفة: ما هذا ؟ مالك ؟
أجبتها بكل ثقة: لقد أسلمت يا أمي
فانهمرت في حالة هيسترية من البكاء والنحيب
أما أبى فضحك قليلاً ثم قال لي تعالي
أريد أن أتحدث إليكِ
فذهبت معه إلى غرفة أخرى قال لي
هل أنتِ تعي ما فعلتيه ؟
نعم يا أبي
هل عرفتي الإسلام حتى تعتنقيه ؟؟؟
ليس كله يا أبي ولكني حتماً سأعرف مع مرور الوقت
يا أبي أحببت الإسلام كثيراً
يا ابنتى ربيناكِ على الحرية والصراحة
ولكن قبل أن تخطو قدماكِ خطوة عليكِ أولاً أن تقتنعي بها حتى لا يؤثر ذلك على مستقبلك كله
وتركني وعاد إلى أمي
وقال لها: إطمئنى إنها حالة عارضة وتجربة وفترة قصيرة وسوف تعود إلى رشدها
دخلت إلى غرفتى فغيرت ملابسى ثم اغتلست ثانية حتى أصلي المغرب
( كنت أعتقد في بادئ الأمر أنه علي أن أغتسل غسل كامل في كل صلاة )
وصليت المغرب في غرفتي وأنا ممسكة بهذه الورقة التي فيها كيفية الصلاة والفاتحة وسورة الاخلاص
وحين فرغت من الصلاة أمسكت بالمصحف وشرعت في حفظ سورتي الفاتحة والإخلاص حتى أصلي بهما بعد ذلك
دون الحاجة للإستعانة بهذه الورقة وأثناء قراءتي في المصحف
دخل علي أخي
و................
تابعوونا
فى الجزء الخامس