الحلقة الخامسة
هل هنت عليك يا أخي؟
لم يكن أخي هذا من الشخصيات العصبية بل على العكس تماماً كان هادئ الطباع كريم الخلق
كنت أقرب إنسانة له في هذه الدنيا كان يحبني بشدة ويخشى علي من أي شئ
وأنا أيضاً كان أقرب إلي من نفسي
تذكرت حين دخل علي هذه الحميمية الشديدة بيننا
تذكرت كيف كان يلعب معي كثيراً
تذكرت كيف كان يتحدث معي فى خصوصياته دون أي أحد آخر من أفراد الأسرة
تذكرت الساعات الطويلة التي كنا نقضيها نتسامر ونضحك
حقاً إنه أخ مثالي
تذكرت كل هذه الأشياء في لمح البصر بمجرد أن دخل علي وأنا في يدي المصحف أقرأ منه
إنه لن يفعل بي شيئاً
نظر إلي وقال: ماذا تفعلين ؟
أقرأ
في أي شئٍ تقرئين ؟؟
مصحف
مصحف ؟؟؟
نعم
كتاب المسلمين ؟؟؟
نعم
لماذا ؟؟
أنا أسلمت
نعم !!! ماذا قلتي ؟؟؟؟؟
قلت لك أسلمت
تغيرت كل هذه الأشياء في لمح البصر
انقلبت الصورة تماماً من النقيض إلى النقيض
أخي وحبيبي وصديقي تحول إلى شخص آخر
يقترب مني رويداً
وأرى يديه ترتفع إلى السماء ويهوى بها على وجهي
يا أخى ماذا تفعل بي ؟
ماذا فعلت لك ..!
يا ليتها اقتصرت على هذه الضربة
بل توالت الضربات بيديه ورجليه في كل مكان في جسدي
أو يا ليتها اقتصرت على الضربات
بل إنها وصلت لحد الشتائم والسب واللعن ونعتى بأفضح الألفاظ منها أني غير محترمة
وكان فى زمرة هذه الثورة يقول لي
علمت اليوم أن أهلك لم يحسنوا تربيتكِ وأنا هنا خصيصاً من أجل أن أعيد ترتيب الأوراق
من أجل أن أعلمكِ من جديد أصول الأدب والتربية
لماذا يا أخي..؟
لماذا ضربتني يا أخي ؟؟؟
لماذا ضربتني يا أخي ؟؟؟
تأخر أبي كثيراً في الدخول علينا ولكنه جاء
وقف إلى أخي وبنظرةٍ حادة تملؤها الغيظ والعصبية قال له: حذار أن تمسها بسوء مرةً أخرى ..حذار أن تمتد يدك إليها
إنها ابنتى أنا وأنا المسئول عنها ما دمت على قيد الحياة
حينما أموت إفعل بها ما شئت
والآن تفضل إلى غرفتك
ما أرحمك بي يا أبي
نظر إلي أبى وكان أخي قد انصرف وجاءت أمي على صوت الصراخ
وقال لى أنتى حره فى تصرفاتك يا بنتى
ولكن لا نريد فتنة في هذه العائلة
ونظرت إلي أمي وقالت قد خربتى لنا البيت بغبائك
تغيرت تماماً علاقتى بأخي بعد ذلك
بعد كل هذا الحب لم يبق إلا الكره والاستهزاء
نعم كان لا يؤذينى بدنياً بعد تحذير أبي الذى لولا إياه لكان قد قتلنى
إلا نظراته لى كانت كلها نظرات احتقار كل نظرة كانت تقتلنى
ما كان يتكلم إلي ابداً
كان إذا جاء على الطعام ووجدنى جالسة ما جلس أبداً ليأكل
وإذا جئت أنا ووجدته جالس قام من فوره من الطعام
هكذا مرت هذه الأيام على هذا المنوال
حتى جاء يوم قررت أن أذيب جبل الجليد هذا الذى بيني وبين أخي
دخلت عليه غرفته
واستئذنته في الجلوس
ثم اخترت مكاناً فجلست
ونظرت إليه وهو كأنه يريد أن يقنع نفسه بأنى لم أدخل أصلاً
ثم قلت له: هل علمت علي في يوم أني ارتكبت فاحشة أو كنت أمشي مع شباب ؟؟
هل سمعت عني يوماً شيئاً مشيناً أصابك أنت كأخ لي قبل أن يصيبني أنا ؟؟؟
ألست أنا أقرب الناس إليك ؟؟
ألم أكن أحب إليك من نفسك هل نسيت ؟؟
لماذا تعاملنى هذه المعاملة ؟؟
هل إسلامى أهدر كرامتك أو كرامتى ؟؟
أجبنى
كان لا ينظر إلي
وفجأة رفع عينيه إلي وقال: أنتى بالنسبة لي الآن في عداد الأموات
فبكيت
وتركته وخرجت
ولكن مع كل هذه المعاملة الجافة والعنيفة منه
إلا إنه بدأ يهدأ مع مرور الوقت وبدأ يتحدث إلي ولكن ليس مثل ما مضى
وبدأ يعرف أن أسلامى لم يكن ليضر أحداً في كل هذه العائلة العريقة
خاصة أنهم أخفوا هذا الخبر عن كل الناس
وفى هذه الفترة كنت مخطوبة لأحد الأطباء الأغنياء له سيارته وعيادته
ولكنه كان يقيم في مدينة أخرى
كان علي أن أضع حداً فاصلاً فى علاقتي به
خاصةً بعد أن أخبرتنى صاحبتى أنه لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من غير المسلم
وعلاقتى بهذا الخطيب يجب أن تنتهى
وفعلاً اتصلت به في الهاتف
رد علي معتذراً عن تأخره عني هذا الاسبوع لظروف عمله
ولكني قاطعته قائلة
أريدك فى موضوع هام لا يحتاج التأجيل
قال لي: حسناً حبيبتى
سأمر عليكِ في المساء
وجاء المساء وطرقات خطيبي على الباب معاً
تــابعوونــا
فى الحلقه السادسه