ســــــر بئر زمزم (2)
.
مكنوز أسرار لا تستوعبه العقول
يقول الكاتب السعوديعمر المضواحي المهتم بالكتابة عن الأماكن المقدسة إن هذا البئر هو أقدس آبار المياهعند المسلمين، وليس هناك شراب على وجه الأرض يفوق مكانة ماء زمزم عندهم. ويحملونلهذا الماء ذي الطعم الفريد، قدسية خاصة، ويؤمنون بأنه مكنوز بأسرار لا قبل للعقلالبشري في استيعابها،
أو لا يعرفون تفسيرا لتغير خواصه ومنافعه وفق حالة شاربهورغبته.
وهو في لغة "العارفين" بريد الأمنيات المحققة، ولا يخالط قلوبهمذرة شك في أن" زمزم لما شرب له"، وبأنه كفيل بتحقيق أمنيات شاربه مهما كانت، شرط أنيكون مؤمنا صادق الإيمان والنية، غير مكذب لخاصيته ولا يفعل ذلك كنوع من التجربة.
وعند هؤلاء "العارفين" أيضا أن الله مع المتوكلين وهو يفضح المجربين،فشرب زمزم عندهم للخائف أمان, وللمريض شفاء، وللجائع طعام، ولا يخالط شاربه, لإيمانه القاطع بأسراره, أي عجب أو استنكار فيما لو تغير حاله من محض ماء, إلى شرابمن سويق أو لبن أو عسل مصفي, للمنقطعين والعاكفين في البيت العتيق. و المرويات حولهذه الغرائب كثيرة, ناءت بحملها بطون الكتب الدينية وأسفار التاريخوالسير.
ضيف عمر المضواحي: ما يزيد هذا البئر شرفا عند المسلمين أنهحفر بجناح جبريل، وساقت الملائكة مياهه من أنهار الجنة غياثا للسيدة هاجر و ابنهاالرضيع إسماعيل (عليهما السلام)، وسقيا لضيوف الرحمن، وليكون آية للناس على مرالعصور والأزمان.
ويستطرد المضواحي أن بئر زمزم هو بئر الماء الوحيد الذي تشرفعليه وزارة للبترول في العالم،
وهو البئر رقم (1) في سلم اهتمام ملوك آل سعود. وبموجب إرادة سامية تشرف وزارة البترول والثروة المعدنية في الحكومة السعودية علىبئر زمزم باعتباره ثروة قومية ودينية في البلاد.